المفوضية الأوروبية تعزز الصناعات الدفاعية بـ 800 مليار يورو

أكدت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، أن أوروبا تواجه اليوم تغيرات جذرية على الساحة العالمية، تتطلب تنسيقًا استراتيجيًا على مستوى السياسات الدفاعية والتكنولوجية.
جاء ذلك خلال كلمتها على هامش اجتماعات حلف شمال الأطلسي (الناتو) المنعقدة في مدينة لاهاي، حيث سلطت الضوء على ضرورة تعزيز القدرات الدفاعية للقارة في ظل الأزمات الراهنة.
وشددت فون دير لاين على أن الاتحاد الأوروبي يسير بخطى واثقة نحو بناء قوة دفاعية موحدة ومتكاملة، تسهم في الحفاظ على أمن القارة ومصالحها الاستراتيجية في مواجهة التهديدات المتزايدة.
خطة أوروبية للصناعات الدفاعية
كشفت أورسولا فون دير لاين عن خطة أوروبية طموحة تهدف إلى حشد تمويل بقيمة 650 مليون يورو لتطوير وتعزيز الصناعات الدفاعية في الدول الأعضاء، مشيرًا إلى أن هذه الخطة تتضمن توقيع 8 اتفاقيات مع عدة دول داخل الاتحاد الأوروبي، من أجل تعميق الشراكة الدفاعية المشتركة وتبادل الخبرات التقنية والتكنولوجية.
وأوضحت أورسولا فون دير لاين أن هذه الخطوة تعكس وعيًا أوروبيًا جماعيًا بضرورة امتلاك قدرة دفاعية موحدة قادرة على التعامل مع المتغيرات الجيوسياسية، خاصة في ظل التهديدات التي باتت تطال الأمن الإقليمي والعالمي.
الاتحاد الأوروبي لاعب رئيسي
وفي سياق متصل، أكدت أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي أصبح يلعب دورًا محوريًا في تلبية الاحتياجات التكنولوجية المتنامية في مجالات الدفاع والأمن السيبراني. وأضافت: "الاتحاد الأوروبي لا يكتفي بدور المتابع، بل أصبح في صدارة المشهد العالمي من حيث الاستثمار في التكنولوجيا الدفاعية والابتكار العسكري".
وأكدت أورسولا فون دير لاين أن المفوضية الأوروبية تعمل على دعم تطوير الصناعات الدفاعية في الدول الأعضاء عبر تقديم تسهيلات مالية وخطط تحفيزية للشركات والمؤسسات البحثية العاملة في هذا المجال.
استثمارات ضخمة
أعلنت أورسولا فون دير لاين عن رصد استثمارات ضخمة تصل إلى 800 مليار يورو خلال السنوات الأربع المقبلة، بهدف النهوض بالقدرات الدفاعية للاتحاد الأوروبي. ولفتت إلى أن هذه الاستثمارات تستهدف عدة قطاعات، من بينها أنظمة الدفاع الذكية، والتقنيات السيبرانية، والتصنيع العسكري المتطور.
كما أوضحت أورسولا فون دير لاين أن هذه الاستراتيجية الأوروبية طويلة الأمد تعكس وعيًا عميقًا بضرورة امتلاك بنية دفاعية قوية تواكب التحديات المستجدة، وتمنح القارة الأوروبية استقلالًا استراتيجيًا أكبر عن القوى الدولية الأخرى.

الحرب في أوكرانيا
وفي ختام كلمتها، أشارت فون دير لاين إلى أن الحرب المستمرة في أوكرانيا كانت عاملًا حاسمًا في تحفيز الدول الأوروبية على زيادة استثماراتها الدفاعية. فقد شهدت الاستثمارات في تكنولوجيا الدفاع نموًا بنسبة 500%، ما يعكس إدراكًا متزايدًا لضرورة تعزيز قدرات الردع والجاهزية العسكرية في مواجهة التحديات الأمنية التي فرضها النزاع الروسي الأوكراني.
وأكدت أورسولا فون دير لاين أن أوروبا ماضية في خططها لبناء منظومة دفاعية متكاملة تدعم الأمن الجماعي وتؤمن مستقبل القارة في عالم يشهد تغيرات متسارعة وغير مسبوقة.