عاجل

"خبير عسكري" :. المشهد في سوريا معقد والتطورات الأخيرة بداية للعنف(فيديو)

التطورات في سوريا
التطورات في سوريا

أكد الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد بهاء حلال، أن المشهد في سوريا لا يزال شديد التعقيد، مشيرًا إلى أن التطورات الأخيرة في البلاد ليست مجرد أحداث عابرة، بل تأتي في سياق سلسلة طويلة من الصراعات والتدخلات التي لم تصل بعد إلى مرحلة الاستقرار، رغم ما يروج له عن تهدئة الأوضاع في بعض المناطق، مثل الساحل السوري.

حالة عدم الاستقرار 

وأوضح العميد بهاء، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "ملف اليوم" المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الأوضاع الأمنية في سوريا لا تزال تشهد اضطرابات حادة، حيث تتصاعد الاشتباكات المسلحة بين الفصائل المختلفة، بينما تتعامل الأجهزة الأمنية بعنف ضد بعض المجموعات المدنية، مما يزيد من حالة التوتر الداخلي.

وأضاف أن السقوط السريع للنظام السابق خلق فراغًا سياسيًا وأمنيًا كبيرًا، مما أدى إلى ظهور شخصيات جديدة تحاول السيطرة على المشهد، مثل رامي مخلوف، الذي وجه عدة رسائل إلى الطائفة العلوية، متهمًا بعض القيادات العسكرية بالتسبب في الانهيارات الأخيرة.

التغيير السياسي 

وعن المرحلة السياسية الحالية، أوضح الخبير العسكري أن النهج المتبع لا يختلف كثيرًا عن سياسات النظام السابق، حيث تتحدث السلطات الجديدة عن مرحلة انتقالية سياسية، ولكن في الواقع، لا يتم إشراك جميع الفئات والمكونات السورية في أي حوار وطني حقيقي، مما يزيد من تعقيد المشهد ويُبقي التوتر في أعلى مستوياته.

وأشار إلى أن هذه السياسة قد تفاقم الصراعات داخل البلاد بدلًا من تهدئتها، خاصة مع استمرار التجاذبات بين مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، التي تتعامل مع سوريا كساحة صراع جيوسياسي أكثر منها كدولة ذات سيادة.

الصراع في سوريا 

وفيما يتعلق باللاعبين الدوليين، أكد العميد بهاء أن إسرائيل تسعى لتحقيق توازن استراتيجي بين روسيا وتركيا داخل سوريا، حيث تحاول فرض سيطرتها على المناطق الجنوبية، بينما تقوم الولايات المتحدة بممارسة ضغوط على موسكو لإبقاء قواعدها العسكرية في الساحل السوري، في إطار صراع نفوذ بين القوى العظمى.

وأشار:"ما يجري اليوم في سوريا ليس مجرد صراع داخلي، بل هو صراع إقليمي ودولي على مستقبل البلاد، حيث تحاول كل قوة تحقيق مصالحها على حساب وحدة واستقرار سوريا، وهو ما يزيد من تعقيد الأوضاع أكثر فأكثر".

تصعيد محتمل 

وحذر الخبير العسكري من أن الأحداث الأخيرة قد تكون بداية لمواجهات أكثر عنفًا في المستقبل، خاصة مع وجود مقاتلين أجانب من جنسيات مختلفة، مثل الأفغان والإيجور، الذين يشتبه في أنهم يعملون بتوجيهات من جهات استخباراتية دولية لزعزعة الاستقرار داخل سوريا.

وأكد أن استمرار وجود هؤلاء المقاتلين على الأرض السورية، دون أي حلول سياسية حقيقية، قد يؤدي إلى تصعيد غير مسبوق، خاصة إذا ما قررت بعض الدول استخدامهم كأداة لتحقيق أجنداتها الإقليمية.

دول الجوار في الخطر 

وفي ختام حديثه، أشار العميد بهاء إلى أن الأوضاع المتأزمة في سوريا قد تمتد آثارها إلى دول الجوار، مثل لبنان والأردن، اللتين قد تجد نفسها في عين العاصفة إذا استمر التصعيد أو حدث تقسيم للأراضي السورية.

موضحًا:"الأوضاع القادمة قد تكون أكثر تعقيدًا مما هو متوقع، وإذا لم يتم التوصل إلى حلول سياسية حقيقية تُنهي النزاع، فقد نشهد مرحلة جديدة من المواجهات العسكرية التي ستؤثر ليس فقط على سوريا، ولكن على المنطقة بأكملها".

تم نسخ الرابط