عاجل

بعد القبض على السارق.. طالب جامعة بورسعيد من ذوي الهمم: حقي رجعلي

الطالب محمد ووالدته
الطالب محمد ووالدته عقب استرداد الهاتف

“ الحمد لله حقي رجعلي” بتلك الكلمات وابتسامة تعبر عن فرحة وسعادة من القلب بعد البكاء والشعور بالإهانة  لتعرضه للضرب والسحل و سرقة هاتفه ، بدأ محمد طالب كلية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بجامعة بورسعيد من ذوي الهمم، حديثه معنا في "نيوز روم" معبرا عن فخره بعودة هاتفه وحبس المتهم بسرقتها.

ففي أحد شوارع حي الضواحي ببورسعيد، لم يكن ينتظر محمد سيارة أجرة، بل كان ينتظر مستقبلاً يستحقه، يخطو نحوه رغم الإعاقة، رغم الألم، رغم العمليات الجراحية التي تركت في جسده آثارًا لا تُرى.. إلا أنه في تلك اللحظة، لم يكن السارق يبحث عن هاتف، بل وجد فريسة سهلة، فاستباحها ضربًا وسحلاً، وتركها تنزف على الأسفلت.

الطالب محمد والمحامي 
الطالب محمد والمحامي 

أمرت النيابة العامة بمحافظة بورسعيد ،بحبس  سائق التاكسي المتهم بالتعدي على طالب جامعي من ذوي الهمم وسرقة هاتفه المحمول 4 ايام على ذمة التحقيقات ،وذلك بعد أن تم القبض عليه بمعرفة ضباط قسم شرطة الضواحي .

وكانت  أسرة محمد اشرف ،الطالب بكلية تكنولوجيا المعلومات جامعة بورسعيد  ، من ذوي الهمم ، قامت بتحرير المحضر رقم 4446 لسنة 2025م ، بقسم شرطة الضواحي، والذي يفيد لتعرضه للاعتداء والضرب والسحل في الشارع وسرقة هاتفه المحمول ،من سائق سيارة أجرة "تاكسي" عقب خروجه من الامتحان وتوجهه لمنزله الواقع في نطاق حي الضواحي .

فرحة الطالب ووالدته
فرحة الطالب ووالدته

جاء ذلك بعد أن تم توقيع الكشف الطبي عليه والذي أوضح بعد الفحص إصابته بسحجات وكدمات بأماكن متفرقة في الجسم ،وجرح في الحاجب الأيمن ب10 غرز.

تعود احداث الواقعة حسب رواية شهود العيان ، وأسرة المجني عليه ،إلى تعرض محمد اشرف - طالب بكلية التكنولوجيا ونظم المعلومات بالفرقة الرابعة جامعة بورسعيد ، يبلغ من العمر 21 عاماً ، أحد الشباب ذوي الهمم ،لتعدي من سائق سيارة أجرة -تاكسي- في أحد الشوارع بمنطقة زمزم السكنية بحي الضواحي .

قام سائق التاكسي بالتعدي على الطالب الجامعي بعد أن رفض أن يعطيه هاتفه المحمول ،وقام بسرقته منه وعند مقاومته له ،تعدى عليه بالضرب المبرح وسحله بالسيارة لعدة أمتار حتى سقط على الأرض مغشيا عليه .

وفي لقائنا مع الطالب محمد اشرف ،قال:" أنه يشعر برجوع حقه إليه بعد تعرضه لهذا الحادث الأليم الذي أثر في نفسيته وجعله يشعر بالضعف والإهانة ،وانه كان يتمنى أن يضرب الحاني ولكنه حين رؤيتها تذكر ما حدث له وبكى ،بعدها رغم تماسكه أمامه ،ويكفي أنه قبل قدمي كي أتنازل واسامحه ولكنه رفض ولم يتنازل عن حقه ".

واضاف طالب جامعة بورسعيد قائلا :" أنه خلال ذهابي إلى الكلية في أول أيام الامتحانات وكنت  ذاهب بمفردي وطلب مني سائق تاكسي دقيقه اتصال من هاتفي المحمول ، واعتذرت له أنه ليس معي رصيد ،ومشيت وتوجهت إلى الامتحان ".

الطالب عقب الضرب وسرقة الهاتف
الطالب عقب الضرب وسرقة الهاتف

وأردف الطالب الجامعي من ذوي الهمم قائلاً:" بعد خروجي من الامتحان فوجئت به موجود وكرر طلبه لي مرة ثانية ،وكان ردي عليه "قولتلك مش معايا رصيد" ،فأنهال علي بالضرب المبرح ،وكان بيده خاتم ظل يضربني في جبهتي به ورأسي مما أصابني بجرح في الحاجب الأيمن ، وكنت بحاول الابتعاد بجانب راسي الأيسر حتى لا يضربني في مكان إجراء العمليات الجراحية حيث يوجد الجهاز والانبوب الموصول من رأسي لعنقي ".

واوضح قائلاً:" سرق مني هاتفي من جيب البنطلون مما أدى إلي قطع به،وحاولت مقاومته ،وقلت له ارجوك اتركه لي أنا احتاجه ولكن مع دفاعي عن نفسي وتمسكي بنافذة السيارة ، قام بقيادتها بسرعة مما ادي إلى سحلي في الشارع ".

وتابع محمد أشرف قائلاً:" سقطت على الأرض مغشياً علي غارقاً في الدماء ،واستعدت الوعي علي يد رجال الشرطة والنجدة الذين حضروا على الفور إلى مكان الواقعة ،وقاموا بتوصيلي الي المنزل ،ثم توجهت إلى قسم شرطة الضواحي مع والدتي ووالدي ،الذين كانوا في حالة انهيار حينما رأوني غارقا في دمائي ومنهار".

واردف الطالب ضحية سارق هاتفه المحمول:" تم تحرير المحضر من خلال المحامي الخاص بي ،وتزقيع الكشف الطبي علي ،وانا اطالب بحقي من هذا السارق الذي كان يتتبعني بسيارته ،وقام بإيذائي دون أي ذنب لي أنا لم افعل له أي شيء سيىء ،متسائلا لما يتم هذا معي ؟ لماذا اتعرض لكل هذا الايذاء ؟

واختتم حديثه وصوته مليئ بالحزن والبكاء :"عاوز اضربه زي ما ضربني ،عاوز حقي منه ".

وبلقائنا مع والدة "محمد" قالت “نيوز روم”: " الحمد لله حق ابني رجع ،وتسلمنا الهاتف المحمول ،واسرة السارق ناشدتنا بالتنازل والصلح ولكنني أرفض أن أتنازل أو السماح في دم ابني الذي سال علي يد هذا السارق وسنكمل القضية حتى يتم الحكم عليه".

ووجهت الشكر لنيوز روم على نشر ومتابعة الحادث مع نجلها حتى تم إلقاء القبض على السارق .

واضافت وهي تسرد ما حدث يوم الواقعة :" ابني مريض بالقلب وأجرى 3 عمليات جراحية في المخ منذ أن كان في الصف الثالث الثانوي ، مما أدى إلى إعاقته الحركية وأثر على النطق ،وبطيىء في المشي ،واحرص ظاىنا على مرافقته في كل خطواته خوفا عليه ولكنه يوم الحادث أراد أن يذهب بمفرده وان يمشي في شمس الصباح ، ولقرب المسافة بين المنزل والكلية وافقت ولببت رغبته".

واردفت قائلة:" كنت أتابعه بالاتصال الهاتفي ،ولكنه تأخر عن موعده ،واتصلت له كثيراً واصلت بحالة من القلق عليه ،وبعد إن كانت الساعة 3 عصرا فوجئت به في حالة انهيار وقميصه الابيض مليئ بالدماء ،فاصبت بحالة من الانهيار والصريخ المتواصل ".

واوضحت الام أنها قامت بالاتصال بالمحامي وذهبت لقسم شرطة الضواحي لتجد جميع رجال الشرطة في حالة من التعاون الكبير معنا ووعدوا بسرعة إلقاء القبض عليه ،وتقديمه للمحاكمة ،وبالفعل تم تحرير محضر بالواقعة ،بعد توقيع الكشف الطبي عليه ".

وأشارت إلى أنها لن تترك حق ابنها ،ولا تعرف لماذا يتعرض لكل هذه الاساءات والايذاء النفسي والجسدي ،موضخة إن ابنها محبوب من الجميع من زملاؤه واساتذته وكان من الاوائل في الثانوية العامة ،ومتفوق دراسياً ،حتى إن رئيس الجامعة دائم الاتصال للاطمئنان عليه ".

واردفت قائلة:" كان من الممكن أن يقتل ابني لو إحدى الضربات التي انهال بها عليه أصابت موقع العملية الجراحية في الرأس ،ولكن ربنا ستر ،وحسبنا الله ونعم الوكيل فيه".

وأكدت أن هذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها ابنها لسرقة هاتفه المحمول وكانت الاولى بدون اي إيذاء حيث كان يتحدث في هاتفه فقام شابين يستقلان دراجة بخارية وخطفت الهاتف من يده وفرا هاربين ،موضحة أنها كانت توجه ابنها أن يترك الهاتف دون أي مقاومة حتى لا يتعرض للاذى،ولانه متعلق بهاتفه هذا لأنه جديد ومن النوع الحديث حيث اشتريناه له بالتقسيط وما زلنا نسدد اقساطه فحاول الحفاظ عليه ومقاومة السارق".

وأكد محامي الدفاع عن الكتاب محمد أنه سيتم المطالبة بالتعويض المدني من المتهم لاسترداد حق محمد كاملا وتعويضه عن الضرب والإهانة التي تعرض لهما وليس فقط السرقة.

تم نسخ الرابط