عاجل

تحتاج إلى دراسة.. أحمد كريمة يثير الجدل حول روايات بالبخاري ومسلم (فيديو)

الدكتور أحمد كريمة
الدكتور أحمد كريمة

أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، أن البحث العلمي في مجال الدراسات الإسلامية يجب أن يكون قائمًا على النقد والتدقيق، موضحًا أن الوحيد الذي يعلو على النقد هو القرآن الكريم، بينما باقي المصادر تخضع للتمحيص والدراسة وفق المنهج العلمي.

 دراسة المرويات

وأوضح الدكتور كريمة، خلال لقائه في برنامج "أصعب سؤال" الذي يقدمه الإعلامي مصعب العباسي، أن هناك بعض المرويات الواردة في صحيحي البخاري ومسلم تحتاج إلى مراجعة علمية دقيقة، دون أن يعني ذلك التشكيك في مكانة هذين الكتابين، حيث يعتبران أوثق كتب الحديث، لكن ذلك لا يمنع من إعادة النظر في بعض الأحاديث من خلال مناهج النقد الحديثي المتبعة في علم مصطلح الحديث.

النقد العلمي

وأشار إلى أن النقد العلمي لا يتعارض مع احترام التراث الإسلامي، بل هو ضرورة علمية للحفاظ على سلامة الفهم الديني، مؤكدًا أن علماء الحديث عبر التاريخ كانوا يضعون معايير صارمة لقبول الأحاديث، مثل التحقق من السند والمتن وموافقة الأحاديث لصحيح القرآن والعقل السليم.

روايات ضعيفة

كما شدد الدكتور كريمة على خطورة استغلال بعض الروايات الضعيفة أو غير الصحيحة في إثارة الشكوك حول عصمة النبي محمد ﷺ ونبوته، مشيرًا إلى أن التشكيك في العقيدة بسبب حديث آحاد أو رواية غير دقيقة يعد ضربًا من التطرف الفكري.

وأضاف:"هناك من يفتح الباب أمام متعصبين ومتشككين يهاجمون الرسول صلى الله عليه وسلم بسبب بعض الروايات، وهذا أمر مرفوض تمامًا، لأن العقيدة الإسلامية تقوم على أسس راسخة، ولا يمكن أن تهتز بسبب خبر آحاد أو رواية لا تتفق مع صحيح الدين."

الأحاديث في الإسلام

وبيّن الدكتور كريمة أن علماء الحديث حددوا ضوابط دقيقة لقبول الأخبار والروايات، ومن أهمها: "مطابقة الحديث للقرآن الكريم، فإذا تعارض مع نص قرآني فهو معلول وغير صحيح؛ موافقة الحديث للعقل والمنطق، إذ لا يمكن قبول حديث يتناقض مع الحقائق الثابتة؛ توفر شروط الصحة في السند والمتن، بحيث يكون الرواة ثقات وأمناء في النقل".

وأكد أن هذه المعايير ليست بدعة أو تشكيكًا في الحديث النبوي، بل هي جزء أصيل من المنهج العلمي الذي اتبعه علماء المسلمين على مدار القرون الماضية.

دعوة إلى البحث العلمي 

واختتم الدكتور أحمد كريمة حديثه بالتأكيد على أهمية البحث العلمي الموضوعي في الدراسات الإسلامية، داعيًا إلى مواجهة التشدد الفكري والتعصب في التعامل مع النصوص الدينية.

وأضاف:"لا يجوز التعامل مع الحديث النبوي أو كتب التراث بتعصب أو بسطحية، بل يجب أن يكون هناك تدقيق علمي يحترم الأصول الشرعية ويعتمد على قواعد العلم والمنطق."

كما شدد على ضرورة أن يكون الأزهر الشريف والمؤسسات الإسلامية حريصة على تصحيح المفاهيم المغلوطة، والرد على المشككين بالحجة والعلم، وليس بالانفعال والعاطفة، مشيرًا إلى أن الإسلام دين عقل ومنطق، وليس دين خرافة أو انقياد أعمى للمرويات دون تمحيص.

تم نسخ الرابط