رحلة الصغار الشاقة للبحث عن أب يرفض تنفيذ حكم الرؤية

عندما تقف سفينة الحياه الزوجية على أعتاب المحاكم يتناسي كل منهما ماكان بينهما من مودة ورحمة ويحاول كل منهما النيل والانتقام من الاخر ولو حتى على حساب مصلحة الصغار ، وتبدأ رحلة جديدة بينهما مملوءة بالعناد والتعسف ويحاول كل منهما استغلال الأطفال كسلاح لاذلال الاخر وإهانتة .
ويظهر ذلك أثناء تنفيذ أحكام الرؤية حيث تؤول حضانة الصغار إلى الأم ، واكن يحق للأب رؤية أطفالة اذا لم يستطع الحصول على ذلك الحق بالتراضي مع مطلقتة فيلجأ إلى المحكمة للحصول على حكم بتمكينة من رؤية صغارة ، ولكن مشاكل كثيرة تنشب عند تنفيذ حكم الرؤية سواء من جانب الأب الذي يمتنع عن الذهاب لرؤية ابنائة ، أو من جانب الأم التي توعز لصغارها بعدم الحديث مع أبيهم أثناء فترة الرؤية حتى لايتعلقون به .
حكايات بطعم الألم ومرارة الوجع ترويها أمهات كتب عليهن القدر أن يحملن على أكتافهن مسئولية صغار وأبائهم لايكلفوا أنفسهم حتى برؤيتهم ، واذا نفذوا حكم الرؤية لايتحدثوا بحرف واحد مع صغارهم .

نظرة اللقاء الاول والوداع الأخير داخل المشرحة
هي سيدة دفعت سنوات شبابها ثمنا لعادات وتقاليد أسرتها ، وهي الزواج من أبن العم حتى لو يكبرها بكثير ، وكانت سنوات عمرها لاتتعدى السابعة عشر عندما اخبرها والدها أنه اتفق مع نجل عمة على تزويجها لابنه السائق ، وسوف تنتقل للإقامة معة في إحدى محافظات الوجة القبلي ، واستجابت لرغبة ابيها وحملت امتعتها واحلامها وسافرت للبلد البعيد حيث يقيم أفراد عائلة زوجها ، وتزوجت وبعد شهر من الزواج دب الجنين بين احشائها ، ولم تكتمل فرحتها عندما سمعت عبارات التهديد والوعيد من زوجها واسرتة بإحالة حياتها إلى جحيم لو وضعت أنثى، ومرت التسعة أشهر كالدهر وهي تخشى أن تنجب بنت ، فسوف تتعرض لبطش زوجها ووالديه واشقائة لأنهم يعتبرون أن انجاب اول مولود "بنت" عار على الأب ونيل من رجولتة ..وأيام مضت وتحقق ماكانت تخشاه ووضعت أنثى..وكان يوما غابت فيه شمس النهار ، تجرعت كل كؤوس العذاب والألم من زوجها وعائلتة عدة أشهر، ولم يجد الزوج أمامه سبيلا سوى حجز تذكرة لها في القطار وعلى كتفها صغيرتها وأرسلها لأسرتها في القاهرة وبعد أيام وصلتها ورقة الطلاق .
وقع الخبر على أسرتها كالصاعقة ، فكيف طاوعتة نفسة على تطليق ابنة عمه لأنها وضعت أنتي، وانقطعت كل اواصر الود بين الأسرتين ، وسنوات والأب لم يسأل عن طفلتة التي بلغت سن العاشرة ، حتي فوجئت مطلقتة أنه أقام دعوى لرؤية صغيرتة التي تركها 10 أعوام ولم يعرف حتي ملامحها أو ينفق عليها مليما واحدا .
تلقت مطلقتة قرار المحكمة بتمكينة من رؤية صغيرتة وتحدد مركز شباب قريب لمسكن والدها ليكون مكان الرؤية.
اعتقدت الأم المطلقة أن قلب مطلقها قد يكون رق لها ولطفلتهما وأنه أقام دعوى الرؤية حتى يتمكن من مشاهدتها وطفلتة واعادتها لعصمتة مرة اخري ..ولكن جاءت الرياح بما لاتشتهي السفن، فلم يحضر في الموعد المحدد لرؤية صغيرتة مرات ومرات ، وانقطعت اخباره مرة أخري .
أيام وسنوات ثقال مرت على الأم وابنتها حتي بلغت الثامنة عشر ، اقتص القدر للزوجة البائسة وابنتها حيث لقي الزوج مصرعة ضربا بالرصاص أثناء تشاجرة مع آخر بسبب خلافات مالية ، ورغم أن ابنته لم تعرف ملامحة ولم تشعر بدفىء احضانة طوال سنوات عمرها ، الا أنها أصرت أن تري جثمانة داخل المشرحة لتلقي علية نظرة اللقاء الاول بعد غربة دامت 18 عاما ونظرة الوداع الأخير.!

الطبيب ..زير نساء
كادت الفرحة تفتك بضلوعها عندما تقدم طبيب لخطبتها ووافقت رغم أنه من أسرة بسيطة ووالديها يتقلدان مناصب مرموقة ، ولم يفرض عليه والدها أية أعباء مالية ، واكتفى أنه سيزوج ابنتة لرجل المستقبل يفتح له ذراعية ، وفي بداية زواجهما عاشا حياه هادئة ظللها الحب وبعد عام من الزواج أنجبت طفل وتركت عملها للتفرغ لزوجها وطفلها .
بدأ سلوك الزوج يتغير ويثور لاتفه الأسباب، ويغيب عن المنزل أيام طوال بحجة العمل في عددا من المستشفيات ، حتى تغلغل الشك في قلبها وخاصة أنه كان يستغل انشغالها مع طفلهما ويهمس في الهاتف ليلا، حتى اوقعة حظة التعس في شر أعماله عندما غلبه النعاس وهو يتحدث مع امرأة عبر واتس اب ، والتقطت الزوجة الهاتف واكتشفت انها متزوجة من زير للنساء ، فلم يترك امرأة الا واقام معها علاقة حتي الممرضات في المستشفى التي يعمل بها .
حملت طفلها على كتفها وذهبت لمنزل والدها واصرت على الطلاق وعندما رفض أقامت دعوى طلاق للضرر وقضت المحكمة بتطليقها وابنتها لم تتجاوز عامين .
أقام الطبيب دعوى رؤية لابنه وكانت تذهب كل مرة بصحبة طفلها ووالديها ولكنه لم يحضر، واستمر الحال عدة أعوام حتي بلغ الولد 17 عاما ولم يعرف شكل ابية الذي امتنع عن رؤيتة حتى الأن .
لم يعرف ملامح ابنته وخشيت أمها أن يعاكسها في الشارع
دق قلبها له أثناء سنوات دراستهما الجامعية وجمعت بينهما علاقة عاطفية وتعاهدا على الزواج ، وبعد التخرج انتظرته حتى أنهى الخدمة العسكرية ورافقته رحلة البحث عن وظيفة ، وفضلته على نفسها وتوسط له والدها وعمل بأحد البنوك وتقدم لخطبتها وبعد عام تزوحا ، وسكن الحب العش الهادىء وانجبا طفلين وبعد سبعة أعوام من الزواج كانت فيها الزوجة والحبيبة ، فوجئت به يخبرها أن قلبه قد دق لاخرى ، وانه ينوي الزواج منها ، اعتقدت انه يمزح ، او يختبر حبها له ، لكنة ابلغها بموعد زواجة من زميلتة في العمل ، بكت وصرخت وسجدت على الأرض تقبل قدمية وتتوسل الية الايكسر قلبها ، ولكن قلبه كان اقسى من الحجر ولم يرق لحالها وجمع ملابسة ومتعلقاتة وتركها وطفليها ليحتفل بزواجة التاني .
كبر الصغار وازدادت طلباتهم ورحل والدها الذي كان يساعدها اقامت ضده دعوى طلاق ونفقة لنجليه الذي امتنع عن زيارتهما منذ زفافه الثاني ..وانتظرت ان يقيم دعوى لرؤية نجلية ولكنه لم يفعل ذلك ، فلم تجد امامها سبيلا سوى الحديث مع والدتة واخبرتها انها تخشى أن يقع بصرة على ابنتة التي لايعرف ملامحها ويعاكسها في الشارع وهو لايعلم انها ابنتة ، وطلبت من والدته اقناعه برؤية ابنته التي بلغت ٢٠ عاما واصبحت عروس وابنه الذي اصبح شاب لكنه لم يفعل ذلك واستمر في حجودة ونكرانة لنجليه .

أماكن تنفيذ حكم الرؤية
عن كيفية تنفيذ أحكام الرؤية واماكنها يقول المستشار محمود خليل رئيس محكمة استئناف الاسكندرية انه يتم تنفيذ حكم الرؤية في الأماكن العامة، ويمكن للأب أن يختار أي من هذه الأمكان بشرط أن يتوافر فيه معاير الآمان التي يستحقها الطفل، مثل الحدائق العامة الآمنة.
والاندية الرياضية، والاجتماعية، وهي أفضل مكان لتنفيذ حكم رؤية الأطفال.ومراكز الشباب الموجودة بالقرب من مسكن الزوجة.
او دور الرعاية للأمومة والطفولة.
متي يحق للأم الاعتراض على مكان الرؤية
ويحق للأم الحاضنة الاعتراض على مكان الرؤية في حالة كونه غير مناسب وغير آمن على حياة الأطفال ويسبب لهم ضرر نفسي . أو اذا كان المكان بعيد عن محل إقامة الأطفال ويكبد الحاضنة مبالغ مالية كبيرة في الانتقال إلى مكان الرؤية .
تحرير محضر ضد الاب إذا امتنع عن تنفيذ الرؤية
إذا وافقت المحكمة على تغير مكان الرؤية وامتنع الأب عن الحضور تقوم الأم الحاضنة بتحرير محضر في القسم الموجود في دائرة مكان الرؤية، وتستشهد بأحذ الأشخاص المتواجدين في مقر الرؤية المحدد من قبل المحكمة، لإثبات عدم حضور الأب في موعد الرؤية.
عقوبة عدم تنفيذ الرؤية
في حالة تكرار عدم تنفيذ حكم الرؤية باختلاف الأسباب، يجوز للقاضي الحكم بنقل الحضانة بشكل مؤقت، إلى من يليه من الحق بها وذلك طبقا لمدة تقدرها المحكمة، ولا يمكن أن تزيد هذه المدة عن شهرين، وذلك بعد رفع الأب لدعوى إسقاط الحضانة عن الأم. لكن في حالة تقديم الحاضنة لعذر لا يصدر القاضي حكم بإسقاط الحضانة عن الحاضنة.
سلب الحضانة لمن يمتنع عن تنفيذ الرؤية
وقد أقر قانون الأحوال الشخصية في تعديلاته عام 2000، بمعاقبة من يمتنع عن تنفيذ حكم الرؤية، بسلب الحضانة منه، وهذه العقوبات يتم تقيدها بشروط وبشكل مؤقت لمدة 6 أشهر، وكفل القانون للزوج أيضًا حق رفع جنحة مباشرة ضد الزوجة، وفي هذه الحالة يمكن تطبيق عقوبة الحبس على الزوجة لامتناعها عن تنفيذ حكم الرؤية الواجب التنفيذ، وطلب تعويض يصل إلى 60 ألف جنيه.
ويمكن للأب أيضًا رفع دعوى إسقاط الحضانة عن الأم، ويحكم القاضي بحرمان الأم من حضانة الأطفال لبعض الوقت في حالة عدم تقديم الزوجة لأسباب واضحة للامتناع عن الرؤية.