عاجل

وزير الخارجية الأسبق: استهداف القواعد الأمريكية في قطر انتهاك لسيادة الخليج

السفير محمد العرابى
السفير محمد العرابى

قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن الموقف العربي تجاه الاعتداءات الإسرائيلية على إيران كان موحدًا، حيث وقفت غالبية الدول العربية في صف الجمهورية الإسلامية في مواجهة القصف الإسرائيلي، لكن في المقابل، استهداف إيران للقواعد العسكرية الأمريكية داخل دول الخليج يُعد انتهاكًا مباشرًا لسيادة تلك الدول، حتى وإن كانت الأهداف المعلنة لإيران مفهومة وواضحة.

القواعد تقع تحت السيادة الخليجية

 

وأضاف العرابي، خلال لقائه في برنامج "كلمة أخيرة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON، أن هذه القواعد تقع تحت السيادة الخليجية، وأي استهداف لها يُعد تجاوزًا غير مقبول، قد يعقّد المشهد الإقليمي ويضع العلاقات في مأزق حساس.

وفي حديثه عن شخصية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أوضح العرابي أن تقلباته السياسية وتضخم ذاته القيادية لا تمنع احتمالية انحيازه لاحقًا إلى خيار التهدئة، خصوصًا مع إدراك الولايات المتحدة وإسرائيل أن إيران لن تنهزم كليًا ولن تستسلم، مشيرًا إلى أن طهران ستظل قوة إقليمية قائمة تمتلك قدرات نووية وصاروخية، حتى وإن لم تصل إلى مرحلة السلاح النووي نحن على أعتاب تقليل العمل العسكري، والانتقال التدريجي نحو تفاعل سياسي قد يفضي إلى تسويات، خاصة في ظل الضغط الداخلي على جميع الأطراف."

 الضربات الإسرائيلية الأخيرة

وأكد أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة، رغم إيقاعها خسائر بشرية كبيرة داخل إيران، لم تنجح في الحد من القدرات الصاروخية الإيرانية، بل على العكس، ردود طهران باتت أكثر شراسة وتأثيرًا، وهو ما تسبّب في آثار نفسية ومعنوية سيئة في الداخل الإسرائيلي، وقد يُضعف موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي في المرحلة المقبلة.

وختم العرابي بالتأكيد على أن تكرار الضربات والانتهاكات لن يُفضي إلى حسم عسكري، بل إلى إعادة صياغة المشهد السياسي عبر وسطاء دوليين، والبحث عن حلول تحفظ ماء وجه الأطراف المتصارعة وتمنع انزلاق المنطقة إلى حرب مفتوحة.

في سياق منفصل، قال اللواء طيار هشام الحلبي، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن استهداف إيران لقاعدة "العديد" الأمريكية في العاصمة القطرية الدوحة لا يعد تغييرًا في قواعد الاشتباك، بل يأتي في إطار الأعمال الرمزية المعروفة في مثل هذه النزاعات، مشيرًا إلى أن الضربة لم تحمل قيمة عسكرية حقيقية.

الصواريخ المستخدمة في الهجوم كان محدودًا

وأوضح “الحلبي"، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "كلمة أخيرة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON، أن عدد الصواريخ المستخدمة في الهجوم كان محدودًا جدًا مقارنة بحجم القاعدة وإمكانات الدفاع الجوي الأمريكي، مما يدل على أنها ضربة ذات طابع رمزي هدفها إحداث إزعاج فقط، دون التأثير على البنية العسكرية للقاعدة.

 

وأشار إلى أن الضربة الإيرانية تسببت في بعض الإرباك للمواطنين وحركة الطيران، لكنها لا توازي من الناحية العسكرية تهديدًا كبيرًا، أن حتى الضربة الأمريكية الأخيرة التي استهدفت منشآت داخل إيران نالت زخماً إعلامياً واسعًا، إلا أن تقييمها العسكري يؤكد أنها كانت موجهة ضد منشآت خرسانية وليست نووية، وكانت محدودة الأثر.

إيران تمتلك نوعين من الصواريخ

وعن نوعية الصواريخ التي أُطلقت، أكد الحلبي أن إيران تمتلك نوعين من الصواريخ: صواريخ فرط صوتية (تتجاوز سرعتها خمسة أضعاف سرعة الصوت)، وصواريخ باليستية تقليدية أقل من هذه السرعة، مرجّحًا أن الصواريخ المستخدمة في هذا الهجوم كانت من النوع الثاني، والدليل هو قدرة الدفاعات الجوية على التصدي لها بسهولة، وأن الجانب الأمريكي كان على علم مسبق بالضربة، استنادًا إلى مؤشرات ميدانية وتسريبات إعلامية. 

وردًا على سؤال حول دور الدفاعات القطرية، أوضح أن هناك غرفة عمليات مشتركة وتنسيقاً كاملاً بين القوات القطرية والأمريكية، باعتبار أن القاعدة تقع على الأراضي القطرية ولا تعمل بمعزل عن المنظومة الدفاعية للدولة، وأن المشهد بمجمله، من الإبلاغ المسبق إلى عدد الصواريخ المحدود، يعكس أن الهجوم الإيراني كان رسالة رمزية أكثر من كونه عملًا عسكريًا فعليًا.

 

 

تم نسخ الرابط