عاجل

"الأهرام للدراسات": رد إيران "محسوب" يوازن بين حفظ ماء الوجه وتجنب التصعيد

الدكتور جمال عبد
الدكتور جمال عبد الجواد

قال الدكتور جمال عبد الجواد، أستاذ العلوم السياسية، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن استهداف إيران لقاعدة "العديد" الأمريكية في قطر لم يكن بهدف إلحاق ضرر عسكري مباشر، بل لتحقيق "قيمة رمزية" عالية، تعزز من حضور طهران في معادلة الردع الإقليمي بعد الضربات الأمريكية التي طالت منشآتها النووية.

 قاعدة العديد تُعد الأكبر

وأوضح "عبد الجواد"، خلال حواره مع الإعلامي إبراهيم عيسى، ببرنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، أن قاعدة العديد تُعد الأكبر في الشرق الأوسط وتضم أكبر عدد من الجنود الأمريكيين، وقد زارها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وألقى خطابًا فيها، ما جعلها تمثل رمزًا للنفوذ الأمريكي في المنطقة.

وأشار إلى أن إيران كانت حريصة على توجيه رسالة قوية من خلال هذا الاستهداف، دون التسبب في خسائر بشرية، وهو ما يفسّر التنسيق المسبق بين إيران وقطر والولايات المتحدة، حيث جرى إبلاغ الأطراف الثلاثة بالضربة قبل تنفيذها، للسماح باتخاذ الاحتياطات الكفيلة بتفادي الإصابات.

خسائر في الأرواح

وشدد على أن إيران كانت تدرك أن أي خسائر في الأرواح، خاصة بين الجنود الأمريكيين، كانت ستؤدي إلى تصعيد مباشر، لذلك حرصت على صيغة "رد محسوب"، يحقق توازنًا بين حفظ ماء الوجه داخليًا، وتجنب التصعيد دوليًا.

 

وفي سياق منفصل، في بيان جديد يحمل نبرة تصعيدية، أكد الجيش الإيراني أن الجمهورية الإسلامية لن تترك أي هجوم يستهدف أراضيها دون رد، بغض النظر عن الظروف أو الأطراف المنفذة، مشددًا على أن طهران تحتفظ بحقها الكامل في الدفاع عن أمنها وسيادتها بكل الوسائل الممكنة.

وأوضح البيان الذي نُشر عبر وسائل الإعلام الرسمية، أن إيران لن تتسامح مع أي محاولة لاختبار قدرتها العسكرية أو إرادتها السياسية، وأن الرد سيكون دائمًا حاضرًا وبما يتناسب مع حجم التهديد.

تأكيدات على الجاهزية 

وأضاف المتحدث باسم الجيش الإيراني أن القوات المسلحة الإيرانية في أعلى درجات الجاهزية، سواء على الحدود البرية أو في المجال الجوي والبحري، وأن المنظومات الدفاعية والهجومية تعمل بكفاءة وتتابع التطورات لحظة بلحظة.

وشدد على أن الجيش الإيراني مستعد لمواجهة أي خرق أمني أو استفزاز عسكري من جانب الولايات المتحدة أو حلفائها، مشيرًا إلى أن الرد الإيراني لن يكون رمزيًا، بل سيُحدث تغييرًا ميدانيًا يشعر به الطرف المعتدي.

رسائل إلى الولايات المتحدة 

يأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا غير مسبوق بين إيران والولايات المتحدة، لا سيما بعد تقارير عن هجمات استهدفت منشآت نووية وعسكرية داخل الأراضي الإيرانية، يُشتبه بتورط أطراف غربية أو إقليمية فيها.

وفي هذا السياق، قال الجيش الإيراني إن محاولات استهداف الداخل الإيراني عبر الضربات الجوية أو العمليات السيبرانية لن تمر دون رد، وإن أي قاعدة أو منصة تُستخدم للهجوم على إيران "ستُدرج تلقائيًا ضمن الأهداف العسكرية الشرعية".

 

دعوة للحذر وتجنب اختبار 

رغم النبرة الصارمة، دعا البيان الدول المجاورة إلى عدم الانخراط في أي عمليات قد تُستخدم من أراضيها للاعتداء على إيران، محذرًا من أن سياسة الرد لا تميز بين المنفذ والمشارك أو الداعم.

كما دعا الجيش الإيراني القوى الدولية إلى ضبط النفس وتغليب المسار الدبلوماسي على المواجهة، مشيرًا إلى أن المنطقة لا تحتمل مزيدًا من التصعيد، وأن الاستقرار لا يمكن أن يتحقق من خلال التدخلات الأجنبية أو التحالفات العسكرية المشبوهة.

تم نسخ الرابط