عاجل

قاعدة "العديد".. معلومات عن أكبر منشأة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط

قاعدة العديد
قاعدة العديد

 أعلنت إيران، مساء الإثنين، تنفيذ هجوم صاروخي على قاعدة "العديد" الجوية الأمريكية في قطر، ردًا على ما وصفته بـ"العدوان الأمريكي على منشآت نووية داخل إيران". 

وأكد التلفزيون الإيراني إصابة القاعدة، واصفًا العملية بأنها "رد على العدوان"، فيما أفاد موقع "أكسيوس" الأمريكي بأن ستة صواريخ أُطلقت باتجاه القاعدة الواقعة جنوب غربي الدوحة.

قاعدة العديد في قطر

قاعدة العديد: العمود الفقري للوجود العسكري الأمريكي في الخليج

وترتبط قاعدة العديد الجوية، المعروفة أيضًا بـ"مطار أبو نخلة"، بالوجود العسكري الأمريكي في المنطقة بشكل وثيق، إذ توصف بأنها أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط، بحسب وزارة الخارجية الأميركية.

وتأسست القاعدة عام 1996 على بُعد نحو 30 كيلومترًا جنوب غرب العاصمة القطرية الدوحة، وتُعد مركزًا استراتيجيًا للقوات الجوية الأمريكية، وتضم أطول ممر هبوط للطائرات في الخليج، إضافةً إلى مرافق قيادة، سكن، اتصالات، ومستودعات ضخمة للذخائر.

قدرات استراتيجية هائلة وموقع حساس

وتعتبرالعديد ليست مجرد قاعدة جوية، بل مركز عمليات حيوي للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، وخاصة في العراق وسوريا. وتضم القاعدة تشكيلات من القاذفات الاستراتيجية، المقاتلات، طائرات الاستطلاع، الدبابات، ووحدات الدعم، ما يجعلها بمثابة أكبر مخزن استراتيجي للأسلحة الأميركية في المنطقة.

وتحتوي القاعدة على مقار أمامية لكل من القيادة الوسطى الأميركية (CENTCOM) والقيادة الوسطى لسلاح الجو الأمريكي، وتضم قرابة 8 آلاف جندي أميركي وفقًا لبيانات حديثة نشرها موقع "أكسيوس".

من قاعدة العديد في قطر (أسوشييتد برس)

ملجأ تحت الأرض ومنشآت محصنة ضد الهجمات

وتتميز قاعدة العديد بملاجئ تحت أرضية محصنة يصعب اكتشافها من الجو، مصممة خصيصًا لمقاومة الهجمات الصاروخية.

الملجأ الواحد يستوعب ما بين 20 إلى 40 طائرة حربية، بمساحة تصل إلى 76 ألف قدم مربعة.

يوجد ملاجئ ثانوية تستوعب طائرات جاهزة للإقلاع الفوري.

تقع منطقة تخزين الذخائر في الجهة الغربية، وهي أضخم منشأة تخزين ذخيرة أميركية خارج الولايات المتحدة، تحت تحصين شديد.

قاعدة العديد الجوية - ويكيبيديا

نظام دفاع يغطي سماء قطر ويمتد إلى البحرين والسعودية

وتتمتع القاعدة بمنظومة دفاع متقدمة، تعتمد على رادارات تصنع "سحابة جوية" تغطي كامل أجواء دولة قطر وأجزاء من البحرين والسعودية، مما يمنح حماية متقدمة ضد الهجمات الجوية المفاجئة، في محاولة لتحصين القاعدة ومحيطها من أي تهديد خارجي.

موقف قطر: سيادة لا تُمسّ وتحذير من التصعيد

وتُصر قطر على أن وجود القوات الأمريكية في أراضيها لا يعني القبول باستخدام القاعدة كمنصة لهجمات إقليمية. ففي أكتوبر 2024، شدد رئيس الوزراء القطري على أن بلاده "لا تقبل بشن هجمات على دول أخرى انطلاقًا من أراضيها"، مؤكدًا أن العلاقة مع واشنطن تقوم على "شراكة استراتيجية تحترم السيادة المتبادلة".

وفي بداية 2024، توصلت واشنطن والدوحة إلى اتفاق لتمديد الوجود الأمريكي في قاعدة العديد لمدة 10 سنوات إضافية، ما يعكس أهمية القاعدة للطرفين في ضوء التوترات الإقليمية المتزايدة.

ترافق إعلان إيران عن الهجوم مع إغلاق قطر لمجالها الجوي كإجراء احترازي، فيما سُمع دوي انفجارات في مناطق متعددة من الدوحة، بما في ذلك وسط المدينة ومدينة لوسيل. ورُصدت مقذوفات في السماء، بينما أظهرت صور متداولة اعتراض الدفاعات الجوية القطرية للصواريخ.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلًا عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين، أن إيران نسّقت الهجوم مع مسؤولين قطريين وقدمت إشعارًا مسبقًا بهدف تقليل الخسائر. وأوضحت الصحيفة أن طهران كانت تسعى إلى رد رمزي محسوب لتفادي التصعيد المباشر مع واشنطن.

قطر تؤكد: القاعدة أُخلِيت و«نحتفظ بحق الرد»

في أول رد رسمي، أعلنت وزارة الدفاع القطرية أنها اعترضت الهجوم الصاروخي على قاعدة العديد دون تسجيل إصابات، مشيرة إلى أنه تم إخلاء القاعدة مسبقًا وفقًا للإجراءات الأمنية المتبعة.

وأكّدت الدوحة أنها تحتفظ بحق الرد على هذا الانتهاك الذي طال أراضيها، وسط دعوات للتهدئة وتجنب انزلاق المنطقة إلى صراع شامل.

 

تم نسخ الرابط