مصير مجهول لبعثة الأهلي في أمريكا بسبب الحرب مع إيران

بينما يستعد النادي الأهلي لطي صفحة مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية 2025 بالولايات المتحدة الأمريكية، يواجه الفريق الأحمر ومرافقوه من إعلاميين وجماهير تحدياً جديداً وغير متوقع، قد يكون أكثر تعقيداً من أي منافسة رياضية.
فقد كشفت الأنباء الواردة من الولايات المتحدة عن أزمة وشيكة تتعلق بعودة بعثة الأهلي إلى القاهرة، وذلك بسبب تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، مما دفع دولاً محورية في مسارات الطيران العالمية مثل تركيا ودولة الإمارات العربية المتحدة إلى إغلاق مجالها الجوي جزئياً أو كلياً أمام بعض الرحلات.
مسارات الترانزيت المعتادة.. محظورة الآن
لطالما اعتمدت الفرق المصرية، بما في ذلك الأهلي، والجماهير والإعلاميون المسافرون إلى أمريكا الشمالية، على مسارات ترانزيت حيوية عبر المطارات الكبرى في تركيا (اسطنبول) ودولة الإمارات العربية المتحدة (دبي وأبوظبي). هذه المطارات تُعد نقاط عبور رئيسية تربط الشرق الأوسط وأفريقيا بأمريكا، وتوفر رحلات جوية منتظمة وفعالة من حيث التكلفة والوقت.
ولكن مع الأنباء المتزايدة عن تصعيد عسكري محتمل بين الولايات المتحدة وإيران، وتهديدات متبادلة، اتخذت بعض الدول إجراءات احترازية مشددة، شملت إغلاق أجوائها أمام حركة الطيران المدني التي قد تمر بمناطق خطرة، أو تلك التي تشعر بالقلق من تعرضها لهجمات مضادة. هذا الإغلاق، وإن كان مؤقتاً أو جزئياً، يُعد كارثة لوجستية لبعثة الأهلي الكبيرة، التي تضم اللاعبين والجهاز الفني والإداري، بالإضافة إلى مئات إن لم يكن آلاف الجماهير المصرية التي سافرت خصيصاً لمؤازرة فريقها في المونديال، وكذلك الوفود الإعلامية المرافقة.
بعثة الأهلي محاصرة بين أمريكا ومنطقة النزاع
تجد بعثة الأهلي نفسها الآن في موقف حرج، فمعظم تذاكر العودة، إن لم تكن كلها، تم حجزها مسبقاً على رحلات تمر عبر هذه الدول التي أغلقت مجالها الجوي أو عدلت مساراتها بشكل جذري. هذا الوضع يعني أن الرحلات المجدولة إما أُلغيت، أو تم تأجيلها، أو تحويل مسارها إلى طرق أطول وأكثر تكلفة وغير مضمونة.
يُضيف هذا التطور غير المتوقع ضغطاً هائلاً على إدارة النادي الأهلي وعلى السفارة المصرية في الولايات المتحدة. فالمهمة لم تعد مقتصرة على تأمين العودة فحسب، بل على البحث عن مسارات جوية بديلة آمنة، وهو أمر يتطلب تنسيقاً دولياً معقداً في ظل هذه الظروف الاستثنائية. قد تضطر البعثة إلى البقاء في الولايات المتحدة لفترة أطول مما هو مخطط له، مما يترتب عليه تكاليف إضافية ضخمة وإرهاق للاعبين والجماهير، وقد يؤثر على برامج الإعداد للموسم الكروي الجديد في مصر.
تتصاعد الدعوات لتدخل وزارة الخارجية المصرية والسفارات المعنية للتنسيق مع شركات الطيران والسلطات الأمريكية، لإيجاد حلول عاجلة لهذه الأزمة. فالأمر لا يتعلق ببعثة رياضية فقط، بل بمئات المواطنين المصريين الذين قد يجدون أنفسهم عالقين بعيداً عن وطنهم بسبب صراع جيوسياسي ليس لهم فيه ناقة ولا جمل. هذه الأزمة تُبرز كيف يمكن للأحداث السياسية والعسكرية أن تلقي بظلالها على أكبر الأحداث الرياضية، وتحول الاحتفالات إلى كابوس لوجستي لم يكن في الحسبان.