مسؤول أمريكي: لا خسائر بشرية جراء الهجوم الإيراني على قاعدة «العديد»
أكد مسؤول أمريكي رفيع المستوى، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام دولية، أن الهجوم الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد الجوية الأمريكية في دولة قطر لم يُسفر عن أي خسائر بشرية، مشيرًا إلى أن جميع الأفراد العسكريين في القاعدة بخير ولم تُسجل إصابات حتى لحظة صدور البيان.
وأوضح المسؤول، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن فرق الطوارئ والقوات الدفاعية تعاملت مع الهجوم بسرعة وكفاءة عالية، ما ساهم في تقليل الأضرار، وضمان سلامة الطواقم العسكرية والموظفين المدنيين داخل القاعدة.
تقييم ميداني للأضرار المادية
وأضاف المصدر أن التحقيقات الميدانية لا تزال جارية لتحديد حجم الأضرار المادية الناتجة عن الهجوم الصاروخي والمسيرات المفخخة، التي استهدفت البنية التحتية للقاعدة الأمريكية، إحدى أكبر القواعد الجوية للولايات المتحدة خارج أراضيها.
وأكد أن بعض المنشآت تعرّضت لتلفيات طفيفة، تشمل مخازن دعم لوجستي ومواقع غير مأهولة، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الأنظمة الدفاعية في القاعدة عملت بشكل فعّال ونجحت في اعتراض عدد من المقذوفات قبل أن تصيب أهدافها.
البنتاغون يراقب الموقف
وأشار المسؤول إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تتابع الموقف عن كثب، وتُجري تقييمًا شاملاً للتطورات الأمنية في منطقة الخليج، خصوصًا في ظل ارتفاع وتيرة التهديدات من جانب إيران واستهداف قواعد أمريكية في أكثر من دولة خليجية.
وأكد أن الولايات المتحدة "تأخذ التهديد الإيراني على محمل الجد"، وأنها لن تتهاون في حماية قواتها ومصالحها في المنطقة، ولكنها في الوقت نفسه "لا تسعى إلى تصعيد غير ضروري قد يجر المنطقة إلى صراع مفتوح".
الطيران المدني في قطر
تزامنًا مع الضربات، لوحظت اضطرابات مؤقتة في حركة الطيران المدني بقطر، حيث تم تأجيل أو تحويل بعض الرحلات من وإلى مطار حمد الدولي لفترة قصيرة، كإجراء احترازي ضمن بروتوكولات السلامة.
وطمأنت السلطات القطرية سكان الدوحة بأن الأوضاع تحت السيطرة، ولا يوجد خطر مباشر على المدنيين، في حين لم تُصدر وزارة الدفاع القطرية بيانًا رسميًا حتى الآن بشأن تفاصيل الحادث.
تحذيرات أمريكية لطهران
من جهتها، وجّهت واشنطن تحذيرًا صريحًا لطهران من مغبة تكرار مثل هذه الهجمات، مؤكدة أن أي اعتداء على قواتها "سيُقابل برد حاسم في المكان والزمان الذي تختاره الولايات المتحدة".
وفي المقابل، دعت العديد من الدول الكبرى إلى ضبط النفس وتجنب الانزلاق نحو مواجهة عسكرية شاملة في الخليج، مشددة على ضرورة حماية الأمن الإقليمي ومنع استهداف المنشآت الحيوية والمرافق العسكرية والمدنية على حد سواء.
الهجوم رسالة سياسية
يرى محللون أن الهجوم الإيراني على قاعدة العديد يحمل رسائل سياسية واضحة، أكثر من كونه عملية تهدف إلى تحقيق نتائج عسكرية ميدانية مباشرة، مؤكدين أن طهران تسعى لإيصال رسائل قوة وردع دون إشعال حرب شاملة في المنطقة.
كما اعتبروا أن رد الفعل الأمريكي الهادئ يعكس رغبة واشنطن في احتواء التصعيد، مع الإبقاء على جاهزيتها العسكرية لأي طارئ قد يستدعي تدخلاً سريعًا.
