أسعار النفط تتراجع بعد قفزة مفاجئة..السوق تترقب ردود الأفعال على ضربة إيران

سجّلت أسعار النفط العالمية تراجعًا طفيفًا اليوم الإثنين، بعد موجة صعود حادة دفعت خام برنت فوق 74 دولارًا للبرميل، مدفوعة بالتوترات المتصاعدة في الخليج، عقب الضربة الإيرانية التي استهدفت قاعدة أمريكية في قطر، في تطور جديد ضمن التصعيد بين طهران وواشنطن.

وبلغ سعر خام برنت – المؤشر العالمي – نحو 73.6 إلى 74 دولارًا للبرميل، بعد أن لامس مستويات أعلى خلال جلسات الأسبوع، فيما سجّل خام غرب تكساس الوسيط WTI قرابة 70 دولارًا، بانخفاض يُقدر بنحو 4% مقارنة بأعلى مستوياته خلال الأزمة.

التوترات ترفع "علاوة الخطر"

جاءت القفزة في الأسعار كردّ فعل مباشر على الضربة الإيرانية، التي أثارت مخاوف من اتساع رقعة المواجهة في منطقة الخليج، وخصوصًا في محيط مضيق هرمز، الممر البحري الاستراتيجي الذي تمر عبره نحو 20% من صادرات النفط العالمية.

وقال محللون إن السوق تسعّر حاليًا ما يُعرف بـ"علاوة الخطر الجيوسياسي"، وهي زيادة إضافية في السعر تعكس المخاوف من تعطّل الإمدادات أو زيادة تكاليف الشحن والتأمين على الناقلات، لكن التراجع السريع اليوم يشير إلى أن المستثمرين لا يزالون يقيّمون مدى جدية التصعيد.

هل ترتفع الأسعار مجددًا؟

بحسب تقديرات بنوك استثمار دولية، مثل جولدمان ساكس وإتش إس بي سي، فإن أي تهديد فعلي بإغلاق مضيق هرمز قد يدفع أسعار النفط إلى مستويات تتجاوز 100 إلى 110 دولارًا للبرميل، وربما تصل إلى 130 دولارًا في السيناريوهات الأكثر تطرفًا.

لكن في المقابل، يرى مراقبون أن الضربة الإيرانية كانت محدودة التأثير العسكري والاستراتيجي حتى الآن، وهو ما قلل من احتمالات التصعيد الفوري، خاصة في ظل ردود الفعل الدولية الداعية للتهدئة.

ماذا تعني هذه الأسعار لمصر؟

بالنسبة للاقتصاد المصري، يشكل أي ارتفاع في أسعار النفط العالمية عبئًا مباشرًا على فاتورة الواردات البترولية وبرنامج دعم الطاقة. كما قد يؤدي اضطراب الملاحة في الخليج والبحر الأحمر إلى تراجع إيرادات قناة السويس، وهو ما يعمق التحديات المالية للدولة في ظل أوضاع تضخمية وضغوط على الموازنة.

توقعات السوق

السيناريو تأثيره المحتمل على النفط

تهدئة سياسية استقرار بين 70 – 75 دولار
تصعيد محدود عودة فوق 80 دولار
إغلاق مضيق هرمز قفزة قد تصل إلى 130 دولار

ويُنتظر أن تلعب الأيام المقبلة دورًا حاسمًا في تحديد اتجاه السوق، وسط حالة من الترقب لتحركات الولايات المتحدة ورد فعلها على الهجوم الإيراني، إلى جانب دور الدول الخليجية في احتواء التصعيد.