خبير استراتيجي: استخدام صاروخ «خيبر» الإيراني.. تحول نوعي في ميزان القوة

أكد العميد الدكتور طارق العكاري، الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، أن استخدام إيران لصاروخ "خيبر" الباليستي في الهجمات الأخيرة ضد إسرائيل، يُعد مؤشرًا واضحًا على تطور نوعي في القدرات الصاروخية الإيرانية، مشيرًا إلى أن هذا الصاروخ يعكس نقلة في تكنولوجيا التسليح الإيرانية، من حيث الدقة والفعالية والمرونة التشغيلية.
وأوضح طارق العكاري في مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية"، أن "خيبر" يمتلك مدى يصل إلى 2000 كيلومتر، ويستطيع حمل رأس حربي يزن 1500 كيلوجرام، ما يجعله من أكثر الصواريخ الإيرانية تقدمًا. كما يتميز بقدرته على التوجيه حتى لحظة الاصطدام، ما يقلل من احتمالات اعتراضه ويزيد من فعاليته ضد الأهداف الحيوية.
صاروخ متعدد الوقود
لفت طارق العكاري إلى أن صاروخ "خيبر" يعمل بوقود صلب أو سائل، ما يمنحه مرونة تكتيكية عالية، ويُصعب على أنظمة الرصد الجوي المبكر اكتشافه في الوقت المناسب. هذه السمة تجعل من الصاروخ أداة ردع فعالة، وتضع تحديًا أمام أنظمة الدفاع الجوي، لاسيما في إسرائيل، التي تعتمد على قدرات الرصد المبكر لصد الهجمات الصاروخية.
أشار طارق العكاري إلى أن الإحصاءات الميدانية تُظهر تحسنًا كبيرًا في دقة الصواريخ الإيرانية، حيث ارتفعت نسبة الإصابة من 3% في بداية المواجهات إلى نحو 40% مؤخرًا، هذا التطور يعكس فعالية برامج التطوير الإيرانية، وقدرتها على تحسين التوجيه والملاحة الصاروخية، مما يعزز خطر هذه الأسلحة على الأهداف الإسرائيلية الحساسة.
الرشقات الصاروخية الإيرانية
كشف طارق العكاري عن أن الرد الإسرائيلي على الرشقات الصاروخية الإيرانية يُكلف الدولة مبالغ ضخمة، حيث يتطلب كل صاروخ إيراني من 4 إلى 5 صواريخ اعتراض، ما يرفع الكلفة اليومية إلى ما يتجاوز مليار دولار. هذا الاستنزاف المالي، إلى جانب تعطيل الحياة العامة واحتجاز السكان في الملاجئ، يعكس مأزقًا أمنيًا حقيقيًا تعاني منه إسرائيل.
وفي تحليل تكتيكي للضربة الإيرانية الأخيرة، أوضح طارق العكاري أن طهران نجحت في إدارة العملية بطريقة محكمة، حيث استهدفت مواقع استراتيجية وقيادية بإحكام، واستعادت زمام المبادرة بسرعة رغم المفاجأة. هذه الخطوة تُظهر قدرة إيران على التحرك عسكريًا وسياسيًا بفعالية في ظل تصعيد إقليمي غير مسبوق.

إدارة إيرانية ذكية
وحول استهداف منشأة "فوردو" النووية من قبل الولايات المتحدة، أشار طارق العكاري إلى أن الضربة، رغم استخدامها لقنابل خارقة للتحصينات، لم تُحقق تدميرًا كاملاً، وفق تقارير من بينها صحيفة "فايننشال تايمز". ورجّح أن إيران كانت قد نقلت نحو 400 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% إلى مواقع آمنة قبل الهجوم، وهي كمية تُعد كافية لتصنيع قنبلة نووية خلال وقت قصير نسبيًا، مما يُبقي الخطر النووي الإيراني قائمًا بقوة.