تصعيد جديد بين واشنطن وطهران حول مضيق هرمز الاستراتيجي

في ظل تصاعد التوترات المتجددة في منطقة الشرق الأوسط، برزت مجددًا نبرة تحذير شديدة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن مضيق هرمز، أحد أكثر الممرات البحرية حساسية وأهمية في العالم.
في هذا السياق، لوّحت إيران بإمكانية إغلاق المضيق، ما أثار رد فعل حازمًا من الإدارة الأميركية، التي أكدت أن أي محاولة لإغلاق هذا الممر الاستراتيجي لن تمر دون عواقب وخيمة.
وأكد البيت الأبيض، من خلال المتحدثة الرسمية باسم الإدارة، أن إيران لا تملك القدرة على إغلاق مضيق هرمز، مشيرة إلى أن أي تحرك من هذا النوع يعد تصرفًا متهورًا يهدد استقرار المنطقة والممرات الملاحية الدولية.
حرية الملاحة في مضيق هرمز
وشددت الإدارة الأميركية على أن حرية الملاحة في مضيق هرمز تمثل شأنًا دوليًا لا يمكن السماح لأي دولة باحتكاره أو التحكم به بصورة منفردة، محذرة من أن الولايات المتحدة ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان بقاء المضيق مفتوحًا آمنًا أمام حركة التجارة العالمية.

طهران تلوّح بالإغلاق والبرلمان يصعّد
على الجانب الآخر أعلنت الخارجية الإيرانية أن قرار إغلاق المضيق بيد السلطات العليا في البلاد و المؤسسة العسكرية و ذلك عقب موافقة البرلمان الإيراني على مقترح يسمح بإغلاق المضيق ردًا على الهجمات العسكرية الأميركية و الإسرائيلية الأخيرة.
و رغم أن القرار لا يُعد تنفيذًا فوريًا إلا أن مجرد تمريره داخل المؤسسة التشريعية أثار موجة قلق إقليمي و دولي بالنظر إلى حساسية المضيق كممر حيوي لنحو 26% من تجارة النفط العالمية.

مضيق هرمز: شريان طاقة لا يحتمل العبث
يمثل مضيق هرمز معبرًا استراتيجيًا لنقل النفط و الغاز من الخليج العربي إلى الأسواق العالمية و وفقًا لوكالة الطاقة الدولية فإن أي خلل في تدفق الإمدادات عبره قد يؤدي إلى هزات عنيفة في أسواق الطاقة الدولية.
و توقع محللو أكسفورد إيكونوميكس أن السيناريو الأسوأ المتمثل في إغلاق المضيق و توقف الصادرات الإيرانية قد يؤدي إلى قفزة دراماتيكية في أسعار النفط، قد تصل بسعر البرميل إلى نحو 130 دولارًا ما يُنذر بأزمة اقتصادية عالمية إذا خرج الوضع عن السيطرة.
الحوار لا يزال مطروحًا رغم التصعيد
و رغم التصريحات النارية من الطرفين أكد البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب لا يزال منفتحًا على الحلول الدبلوماسية مع إيران مشيرًا إلى أن واشنطن تفضل الحوار المباشر لحل الخلافات لكنها لن تتردد في الدفاع عن مصالحها و حلفائها إذا لزم الأمر.
في ظل هذا التوتر المتصاعد يظل مضيق هرمز مرآة لصراع أكبر يتجاوز الجغرافيا ليمتد إلى أمن الطاقة العالمي و التوازنات الجيوسياسية الدقيقة و بين التحذيرات و التصريحات المتبادلة يبقى مصير هذا الشريان الحيوي معلّقًا على قدرة الأطراف على تجنّب الخطوط الحمراء.