مأساة في رمضان.. وفاة تلميذ أثناء توزيع التمر على الصائمين في الغربية

في مشهد مؤلم يعكس روح العطاء التي تميز شهر رمضان، لقي تلميذ مصرعه في محافظة الغربية بعدما صدمته سيارة، أثناء قيامه بتوزيع التمر والمياه على الصائمين قبل أذان المغرب.
تفاصيل الحادث
وقعت الحادثة في إحدى قرى محافظة الغربية، حيث كان الطفل، الذي لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، يقف على جانب الطريق حاملاً أكياس التمر وزجاجات المياه، يوزعها على المارة والسائقين قبيل أذان المغرب، في عادة اعتاد عليها أهالي القرية خلال الشهر الكريم. وأثناء عبوره الطريق لإعطاء التمر لأحد السائقين، جاءت سيارة مسرعة وصدمته بقوة، ليسقط على الأرض وسط ذهول وصدمة الحاضرين.
محاولات إنقاذ لم تُجدِ
على الفور، هرع الأهالي إلى مكان الحادث في محاولة لإنقاذ التلميذ، وقاموا بنقله إلى المستشفى، إلا أن الأطباء أعلنوا وفاته متأثرًا بإصاباته البالغة.
حزن يعمّ القرية
سادت حالة من الحزن والأسى بين أهالي القرية أثناء أذان المغرب، الذين عرفوا الطفل بأخلاقه الطيبة وحبه لعمل الخير، خاصة أنه كان يحرص على المشاركة في توزيع التمر والمياه كل عام خلال شهر رمضان. وتحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة نعي ودعوات للفقيد الصغير، حيث أعرب كثيرون عن حزنهم لهذا الفقدان الأليم، مطالبين بتوخي الحذر أثناء القيادة، خاصة في أوقات الذروة وقبيل الإفطار.
مطالب بتحقيق عاجل
من جانبها، تحركت الأجهزة الأمنية بمحافظة الغربية، فور وقوع الحادث، وتم ضبط السائق المتسبب في الحادث وفتح تحقيق لمعرفة ملابساته. وأكد شهود عيان أن السرعة الزائدة كانت السبب الرئيسي في وقوع هذه الكارثة، مطالبين بتشديد الرقابة على الطرق وتوعية السائقين بضرورة تخفيف السرعة، خاصة في أوقات الذروة والمناسبات الدينية.
رسالة وداع مؤثرة
"كان يوزع الخير فاختاره الله إليه في أعظم الشهور"، بهذه الكلمات نعى أحد أقارب الطفل الفقيد، داعيًا الله أن يتقبله شهيدًا، فيما أكد آخرون أن ذكراه ستظل خالدة في قلوب أهل قريته الذين فقدوا اليوم نموذجًا للبر والخير في صورة طفل صغير.
رحل التلميذ الصغير، لكن رسالته في العطاء ستظل درسًا مؤثرًا عن الخير الذي لا يعرف عمرًا، وعن أهمية الحذر والوعي على الطرقات، لئلا تتكرر هذه المأساة مرة أخرى.