عاجل

تقرير|الهجرة العكسية لليهود في زمن الحرب.. أزمة إسرائيلية وتحديات أوروبية

الهجرة العكسية لليهود
الهجرة العكسية لليهود

تشهد إسرائيل، ظاهرة متزايدة تتمثل في هجرة أعداد متنامية من مواطنيها اليهود إلى خارج البلاد، تُعرف هذه الظاهرة بـ"الهجرة العكسية" أو "هجرة الخروج"، حيث يختار الكثير من الإسرائيليين مغادرة وطنهم بسبب ظروف الحرب الدائرة تلك الفترة بين إسرائيل وإيران.

وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن منذ اندلاع المواجهات مع إيران، بدأ العديد من الإسرائيليين يتوافدون صباحاً حاملين أمتعتهم باحثين عن يخت ينقلهم إلى قبرص ومنها إلى مدن أوروبية، وذلك بعد إعلان وزيرة النقل ميري ريغيف منع المواطنين من السفر عبر المطارات.
تفاوتت تكلفة الرحلات البحرية حسب نوع اليخت ووسائل الراحة، حيث دفع بعض الركاب 700 دولار مقابل الرحلة، بينما دفع آخرون 1700 دولار.

الهجرة العكسية جرح إسرائيل النازف في الحروب | اندبندنت عربية
الهجرة العكسية لليهود 

التوترات الأمنية والعسكرية في إسرائيل

وقد شهدت إسرائيل في الأشهر الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في التوترات الأمنية والعسكرية على خلفية المواجهات المتصاعدة مع إيران، والتي وصلت إلى حد تنفيذ ضربات جوية متبادلة بين الطرفين. هذه الأوضاع دفعت شريحة كبيرة من السكان، لا سيما من اليهود الإسرائيليين، إلى التفكير جدياً في مغادرة البلاد بحثًا عن أمان واستقرار في دول أخرى.

هجرة الإسرائيليين تسجل قفزة كبيرة.. 40 ألفًا غادروا بين يناير ويوليو 2024 -  IRNA Arabic
الهجرة العكسية لليهود

أسباب الهجرة 

تعود أسباب هذه الهجرة العكسية إلى عدة عوامل متشابكة، أبرزها:

تصعيد العمليات العسكرية

 أدت لهجمات الإسرائيلية والأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية ورد إيران عبر إطلاق صواريخ واستهداف مواقع داخل إسرائيل، إلى حالة من الخوف والقلق بين السكان.

انعدام الأمن الداخلي: 

أيضاً أصبح انقطاعات التيار الكهربائي، وعمليات القصف المتكررة، والتهديدات المستمرة، من الصعب على كثيرين ضمان حياة مستقرة خاصة للعائلات.

تدهور الوضع الاقتصادي والسياسي: 

كما أضافت انعكاسات الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي والتوترات السياسية الداخلية، عبئًا إضافيًا على حياة المواطنين.

الصراعات الديمغرافية والاجتماعية: 

مع تزايد النفوذ الديني وتحولات سياسية متسارعة، بدأ بعض العلمانيين والمهنيين يشعرون بأنهم غير مرغوب فيهم، وهو ما دفعهم للبحث عن بيئة أكثر انفتاحًا.

الوجهات المفضلة للمهاجرين

أظهرت البيانات وتقرير وسائل الإعلام أن كثيرًا من اليهود الإسرائيليين الذين قرروا الهجرة يفضلون وجهات عدة في أوروبا وأمريكا:

اليونان: تميزت بجو معتدل وتسهيلات في تأشيرات الإقامة، بالإضافة إلى وجود جاليات إسرائيلية قوية تساعد الوافدين الجدد.

أوروبا الغربية: تستقبل دول مثل هولندا وألمانيا وفرنسا أعدادًا متزايدة من الإسرائيليين، ما أعاد إحياء بعض المجتمعات اليهودية هناك.

الولايات المتحدة: تُعد الولايات المتحدة الوجهة التقليدية للهجرة اليهودية، والتي توفر فرصًا اقتصادية واجتماعية واسعة.

الفرار من حيفا وتل أبيب: الهجرة العكسية تُربك الدولة العِبرية – الشرق  الاوسط نيوز
الهجرة العكسية لليهود

تأثيرات الهجرة على إسرائيل

  • تُعد الهجرة العكسية اليوم تحديًا استراتيجيًا لإسرائيل، خاصة بسبب مغادرة فئات شبابية ومتعلمة وذات مهارات عالية، مما قد يؤثر سلبًا على الاقتصاد والقدرات التكنولوجية للبلاد.
  • كما يُعد هذا النزوح مؤشرًا على أزمة ثقة بين السكان والحكومة، وربما تعكس مخاوف متزايدة من مستقبل الدولة كملاذ آمن لليهود.
  • في حين لم تصدر الحكومة الإسرائيلية تصريحات شاملة حول حجم وتأثير هذه الهجرة، اتخذت بعض الإجراءات المؤقتة مثل منع السفر عبر المطارات لفترات معينة لتقليل النزوح.
  • وعلى الصعيد المجتمعي، بدأت تظهر مجموعات دعم في دول المهجر تسهل استيعاب المهاجرين الجدد، مع توفير معلومات عن المدارس وفرص العمل.

 

تأثير الهجرة العكسية على المجتمعات الأوروبية

تشعر بعض المجتمعات الأوروبية بقلق من زيادة أعداد المهاجرين الإسرائيليين، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها هذه الدول. قد يؤدي ذلك إلى ضغط إضافي على الموارد والخدمات العامة.

الهجرة العكسية لليهود

توضح الهجرة العكسية لليهود من إسرائيل بعد تصاعد الحرب مع إيران أبعادًا جديدة للصراع الإقليمي، تتجاوز الجانب العسكري إلى التأثير على النسيج الاجتماعي والاقتصادي لإسرائيل. تبقى هذه الظاهرة مؤشرًا حيويًا على التحديات التي تواجهها الدولة في الحفاظ على أمنها واستقرارها وجاذبيتها كمركز للمجتمع اليهودي العالمي.

 

 

 

تم نسخ الرابط