عاجل

من رحم الشقاء إلى قمة النجاح.. الثانية على الشهادة بالسويس: ولدت لأ سعد أبي

إيمان حمدي من  أوائل
إيمان حمدي من أوائل الإعدادية

وسط حي الجناين الريفي بمحافظة السويس، حيث تقل نسبة التفوق الدراسي مقارنة بباقي أحياء المدينة، برز نجم فتاة مميزة، إيمان حمدي، التي حققت المركز الثاني على مستوى الشهادة الإعدادية بالمحافظة، في إنجاز لاقى فرحة عارمة داخل أسرتها المتواضعة.

تنتمي إيمان إلى أسرة بسيطة يرعاها أب كادح يعمل بلا كلل من أجل توفير حياة كريمة لأسرته المكوّنة من أربعة أبناء. إيمان هي الابنة الثانية، تسبقها أخت في المرحلة الثانوية، ولها شقيق وشقيقة أصغر منها. والدها يعمل طوال النهار، يسعى لكسب الرزق بشرف، بينما تتفرغ والدتها لتربية الأبناء، ورعايتهم دراسيًا وسلوكيًا.

بيت متماسك يصنع النجاح

رغم ضيق الحال، لم يتأخر الأب يومًا عن دعم أبنائه. فعند عودته من عمله يوميًا، يتابع تفاصيل يومهم، ويتأكد من استذكارهم، ولا يبخل بشيء عليهم. يقول دومًا: "ما يعزّش عليّ حاجة طول ما أنا شايفهم أحسن الناس". هذا الجو الأسري الداعم كان هو الأساس الذي وقفت عليه إيمان، وشقّت طريقها إلى النجاح بثقة.

كسر القاعدة في الجناين

درست إيمان في مدرسة زيد بن حارثة الإعدادية، إحدى المدارس الحكومية في حي الجناين، وهو حي يُعرف بانخفاض نسب التفوق فيه مقارنة بالأحياء الأخرى. لكنها لم تعبأ بتلك الصورة النمطية، وقررت أن تصنع لنفسها مكانًا بين الأوائل على مستوى المحافظة، وهو ما تحقق بإصرارها واجتهادها.

حلمها كلية الطب لخدمة الناس

لم يكن هدف إيمان التفوق فقط، بل إن لها حلمًا كبيرًا تسعى لتحقيقه الالتحاق بكلية الطب تقول: "نفسي أطلع دكتورة علشان أساعد الناس وأخفف آلامهم". حلمها لا يأتي من فراغ، بل هو نابع من إحساس بالمسؤولية ورغبة في خدمة المجتمع.

الأسرة والمدرسة شركاء النجاح

تُرجع إيمان الفضل في تفوقها إلى وقوف أسرتها بجانبها، وإلى مدرستها التي وفّرت لها بيئة مشجعة، خصوصًا أحد المدرسين ويدعى الأستاذ خير، الذي كانت له بصمة خاصة في مسيرتها الدراسية، حيث لم يتردد في مساعدتها حتى خارج وقت الحصص، وشرح لها ما استعصى عليها من دروس، بل وقدّم لها دعمًا إضافيًا عند الحاجة.

 إيمان ليست مجرد طالبة متفوقة بل قصة أمل

قصة إيمان حمدي ليست مجرد خبر عن طالبة متفوقة، بل هي رمز للأمل والإصرار في ظروف قد تبدو صعبة. من قلب حي بسيط، ومن مدرسة حكومية، خرجت فتاة تحمل حلمًا كبيرًا، وخطت أولى خطواتها نحوه بثبات. نجاحها رسالة لكل من يظن أن التفوق حكرٌ على بيئات معينة أو أسر ميسورة. فبالعزيمة، والدعم، والإيمان بالنفس، يمكن لأي حلم أن يتحقق.

تم نسخ الرابط