الكنيسة تنظم زيارة لخدام مؤسسة "Coptic Orphans" لدير السيدة العذراء بالمحرق

استقبل نيافة الأنبا بيجول، أسقف ورئيس دير السيدة العذراء بجبل قسقام، المعروف بدير "المحرق"، أمس، وفدًا من خدام مؤسسة "Coptic Orphans" القبطية، وهى إحدى أبرز المنظمات القبطية التنموية ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في إطار جولة روحية وتعريفية تستهدف ربط الأقباط في المهجر بالكنيسة الأم ومقدساتها التاريخية.
كان في استقبال الوفد عدد من رهبان الدير الذين رافقوهم في جولة موسعة شملت أهم المعالم الأثرية والمزارات المقدسة داخل الدير، حيث زار الخدام كنيسة السيدة العذراء الأثرية التي تُعد من أقدس الأماكن المسيحية في مصر، إذ تضم المغارة التي أقامت بها العائلة المقدسة أثناء هروبها إلى أرض مصر، ويُذكر أن مذبح الكنيسة قد دُشِّن بيد السيد المسيح نفسه بحسب التقليد الكنسى.
كما شملت الزيارة جولة في "الحصن الأثري" الذي شُيد لحماية الدير وسكانه في العصور الوسطى، وكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس، حيث قدم الرهبان شروحات وافية عن تاريخ كل موقع، وأهميته الروحية والمعمارية، ودوره في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وفي ختام الزيارة، عبّر نيافة الأنبا بيجول عن ترحيبه بالوفد، مؤكدًا على أهمية التواصل المستمر بين الكنيسة في الداخل والخارج، كما أهدى الزائرين نبذة تاريخية موثقة عن الدير إلى جانب بعض الهدايا التذكارية الرمزية، التي تحمل دلالات روحية وتاريخية.
وأكد نيافة الأنبا بيجول أن هذه الزيارات تمثل جسورًا حية من المحبة والانتماء بين المصريين فى المهجر ووطنهم الأم، كما تُسهم في ترسيخ الهوية القبطية وتعميق الوعي بتاريخ الكنيسة وجذورها الراسخة في أرض مصر المباركة.
ومن جانبهم، عبّر أعضاء الوفد عن تأثرهم العميق بما رأوه فى الدير من روحانية وأصالة تاريخية، مشيدين بالحفاوة التي استُقبلوا بها، ومؤكدين أن هذه الزيارة تُعد من أبرز محطات خدمتهم فى مصر.
وتُعد مؤسسة "Coptic Orphans" واحدة من أكبر الكيانات القبطية غير الحكومية التي تقدم خدماتها للأطفال الأيتام والمحرومين في مصر، من خلال برامج تربوية وتنموية وشراكات محلية مع الكنائس، حيث بلغ عدد الأطفال الذين استفادوا من أنشطتها منذ تأسيسها عام 1988 أكثر من 75 ألف طفل فى جميع محافظات مصر، مع التركيز على دعم التعليم، وتمكين الفتيات، وتوفير الرعاية الأسرية والنفسية.
ويؤكد القائمون على المؤسسة أن رسالتهم تتجاوز الدعم المادي إلى بناء الإنسان الكامل روحًا وفكرًا، مؤمنين بأن التعليم والاحتواء هما المفتاح لمستقبل أفضل.
وتأتي هذه الزيارة في سياق اهتمام المؤسسة بتعميق الروابط الثقافية والروحية بين خدامها من الشتات والواقع المصري، بما يُعزز من فاعلية العمل المجتمعى وخدمة المحتاجين في ضوء القيم المسيحية الأصيلة.