جيل التسعينات: جيل الشهادات وقلة الأموال.. دراسة أمريكية توضح

جيل التسعينات، الذي يشمل من وُلدوا بين أوائل الثمانينيات ونهاية التسعينيات، يُعد من أكثر الأجيال تفوقًا أكاديميًا في التاريخ الحديث، فبحسب دراسة صادرة عن "معهد بيركلي لمستقبل الشباب"، تضاعفت نسبة الحاصلين على شهادة جامعية في عمر 29 عامًا خلال ستة عقود، لتصل إلى أكثر من 35%، وهو رقم لم يسبق تحقيقه من قبل.
لكن ما يبدو كنجاح تعليمي باهر يخفي وراءه معاناة اقتصادية صامتة، فبرغم التفوق الدراسي، لا يحظى جيل التسعينات بنفس الاستقرار المالي الذي نعم به آباؤهم وأجدادهم.
التعليم مكلف.. والنتائج متباينة
وصل جيل التسعينات إلى مستويات غير مسبوقة من التحصيل العلمي، لكنه دفع ثمنًا باهظًا، فالقروض الطلابية التي تراكمت على أفراده بلغت أكثر من 1.48 تريليون دولار عام 2018، أي ما يفوق ديون بطاقات الائتمان بمرة ونصف.
هذا الدين الضخم أثّر سلبًا على قدرتهم على الادخار، والشراء، والاستثمار في المستقبل، خاصة وأن الفجوة بين من لديهم قروض ومن ليس لديهم قد اتسعت بشكل كبير. فمثلًا، يبلغ متوسط صافي الثروة لدى حاملي الديون نحو 29 ألف دولار، مقارنة بـ114 ألفًا لغير المدينين.

هل هم أسوأ حالًا من الأجيال السابقة؟
على عكس الانطباع السائد، لا يُعد جيل التسعينات الأقل دخلًا، فبيانات حديثة تُظهر أن من وُلدوا عام 1989 قد حققوا متوسط دخل تراكمي يتجاوز 446 ألف دولار بين عامي 2014 و2023، أي أعلى بنسبة 6.9% من جيل "إكس"، و23.2% من جيل "الطفرة السكانية" في نفس المرحلة العمرية.
لكن هذا لا يعني بالضرورة أنهم يعيشون حياة أكثر راحة، فقد ارتفعت أسعار الإيجارات والسكن بشكل حاد. فمثلًا، متوسط الإيجار في عمر 35 عامًا لعام 2024 يبلغ 1481 دولارًا، مقارنة بـ1174 دولارًا فقط لجيل الطفرة في نفس العمر بعد تعديل التضخم.
صورة مالية معقدة
رغم المكاسب التعليمية والدخل النسبي، يواجه جيل التسعينات تحديات هيكلية غير مسبوقة، أبرزها ارتفاع تكاليف التعليم، وصعوبة تملك المنازل، وتدهور فرص الادخار. إضافة إلى تعرضهم لأزمات عالمية كالأزمة الاقتصادية الكبرى وجائحة كورونا، ما جعلهم أقل قدرة على بناء ثروة مقارنة بالأجيال السابقة.
جيل التسعينات ليس الأضعف ماديًا، لكنه جيل يعيش في معادلة مالية غير منصفة، إذ لم تؤدِ شهاداته الجامعية دائمًا إلى الاستقرار الذي وعدتهم به.