الحقد والحسد والكبر.. كيف يطهر المسلم قلبه من الأخلاق الذميمة؟

النفس البشرية مهما كانت على خلق قويم فإن في بعض الأحيان تضعف النفس ويصاب القلب ببعض الأخلاق الذميمة التي يحتاج المسلم أن يتطهر ويتخلص منها.
وفي هذا السياق يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، إن معنى تطهير القلب من الأخلاق الذميمة هو أن تُخلِّي قلبك من القبيح، ثم تُحلِّيه بالصحيح.فمن القبيح: الكِبر، والحقد، والحسد، وعدم الرضا، وعدم التسليم، والتعلّق بالدنيا.
وتابع الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق: فإذا امتلأ قلبك بهذه الصفات، حجبتْك عن الله؛ فالله تعالى ليس بمحجوب، ولا يحجبه شيء، لأنه أوسع من كل شي.
وأضاف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، أن المحجوب هو أنت، فينبغي ألا تظلّ وراء الحُجُب، فأنت المحروم؛ لأنه سبحانه قيُّوم السماوات والأرض، لا يحتاج إليك، وأنت تحتاج إليه جلّ في علاه، ولا يضرّه منك شيء: سواء آمنتَ أو كفرتَ، وأنت الذي يضرّك أن يغضب عليك في الدنيا والآخرة. فأنت في حاجة إليه، وهو غنيٌّ عنك، فلابد أن تسعى إليه، وأن تُهرول نحوه.
وقال: فهذا القلب بيتُ الربّ سبحانه وتعالى، والله أغنى الأغنياء عن الشِّرك، لا يحبّ الشريك؛ فإذا دخلت الدنيا إلى القلب، فتأكّد أن الله لا ينظر إليك؛ لأن القلب حينئذ ليس لله، ولا يمكن الجمع بين الاثنين؛ إمّا أن تبيع نفسك لله، وإما أن تعتمد على حولك وقوتك «فاللهم لا تَكِلْنَا إلى أَنْفُسِنا طَرْفَةَ عَيْن».
وأوضح أن معنى دخول الربِّ القلب: أن تتوكل عليه حق التوكل، وليس معنى ذلك ترك العمل؛ بل بالعكس، فسوف تعمل ليل نهار، فقد كانوا فُرسانًا بالنهار، رهبانًا بالليل. أما البطالة، والعجز، والكسل، فلا يكون ذلك لله؛ إنما يكون لشهوة جسدك، وراحة بالك فيما تظنّه راحة، ولن ترتاح... لن ترتاح أبدًا بهذه الصفة.
واختتم الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق: الراحة الحقيقية في طاعة الله، وإن أتعبتَ جسدك، وأسهرتَ ليلك، وأطبقتَ نهارك،
وسعيت كما أمرك الله - سبحانه وتعالى - لعبادته، ولعمارة الأرض، ولتزكية النفس.
فلا تكن بطّالًا، وعاهد الله سبحانه وتعالى، وفِرَّ إليه.
فتطهير القلب: هو تخليته من القبيح، وتحليته بالصحيح.
والقلب لا يكون فارغًا أبدًا؛
فإذا أخرجتَ منه الكِبر، دخل التواضع لله،
وإذا أخرجتَ منه الكُره، دخل الحب في الله،
وإذا أخرجتَ منه الحقد، دخل الرضا والتسليم... وهكذا، كلما أخرجتَ منه صفةً ذميمة، وأخرجتَ منه الدنيا، ولم يتعلق قلبك بها، كلما دخلت خصلة محمودة في قلبك بإذن الله،
وإذا خالطتْ بشاشةُ الإيمان القلبَ ، فلا يخرج الإيمان منه أبدًا، أبدًا.