هناك أعداد متزايدة من حالات الجنسية المثلية (أو ما يطلق عليه الشذوذ الجنسى) ظهرت وترعرعت وعبرت عن نفسها من خلال مواقع الإنترنت وغرف الدردشة والمدونات , وأصبحت تأتى إلينا مئات الإستشارات تصور تنويعات هائلة للسلوك الجنسى فى عصر ما بعد الإنترنت والقنوات الفضائية المفتوحة منها والمفضوحة , ولم يكن يخطر ببالنا وجود هذا العدد الكبير من المثليين فى مجتمعاتنا وفى غيرها , ولم نكن نتصور علو صوتهم وحماسهم إلى هذه الدرجة , فعلى قدر ما يلقونه من وصم ونبذ فى المجتمع على قدر ما يبالغون هم فى الإستعراء والتباهى والتفاخر بما يفعلون . وقد بعث أحدهم بمجموعة من الأسئلة والتساؤلات ربما من قبيل حب المعرفة , أو من قبيل توصيل رسائل معينة للمجتمع , أو من قبيل التحدى للقوانين والأعراف والأخلاقيات السائدة والمضادة لميولهم , المهم أنها كلها تستحق التوقف والتأمل والمراجعة فى عصر لم يعد يكفى فيه الزجر والنهى والكف .
وأسوق إليك أيها القارئ العزيز بعضا من هذه التساؤلات : هل لم تعرف البشرية الجنسية المثلية قبل قوم لوط ؟ وهل كانت زوجة لوط سحاقية ؟ .. وهل تسمية السحاق لها علاقة بالنبى إسحاق ؟ ... وما ذنب المثليين فى مشاعر وغرائز وجدوها فى أنفسهم تجاه أمثالهم ولم يجدوا أى مشاعر تجاه الجنس المقابل ؟ .. ولماذا يعيشون محرومين من تحقيق رغباتهم الحقيقية تجاه من يحبون ثم يرغمون على علاقات بجنس لايجدون فى أنفسهم أى رغبة أو ميل تجاهه لا لشئ إلا لإرضاء المجتمع والخضوع لمعاييره ؟ . لماذا لا تترك الحرية للمثليين يعبرون عن أنفسهم فى بلادنا كما حدث فى أمريكا والدول الأوروبية بل وحتى بعض الدول الشرقية ؟ . ألم تذكر الجنسية المثلية كأحد ألوان النعيم فى الجنة وذلك فى صورة "الولدان المخلدون" ؟ . هل يحاسب المثلى على ميوله الجنسية التى ليس له دخل فيها ؟ .. وهل يكون الحساب على مجرد الميول والرغبات أم على الممارسة ؟ . هل الجنسية المثلية مرض أم انحراف أخلاقى أم اختلاف عن الأعراف السائدة فى السلوك الجنسى , أم خيار جنسى شخصى ؟ . هل هناك علاج حقيقى للجنسية المثلية أم أن المجتمع يكلفنا مالا نطيق دون أن يقدم لنا الحلول والمساعدات ؟