أكبر كاميرا في العالم تلتقط أول صورها:ملايين المجرات وآلاف الكويكبات

في لحظة علمية تاريخية، كشفت أولى صور مرصد "فيرا روبين" النقاب عن ملايين النجوم والمجرات في مشهد فضائي غير مسبوق، التُقط باستخدام أكبر كاميرا بُنيت على الإطلاقن هذه الصور الأولية، التي استغرقت 10 ساعات فقط من الرصد، ليست سوى بداية رحلة علمية تمتد لعشر سنوات ستغيّر فهمنا للكون ومكوناته الخفية.

نظرة أولى مذهلة من مرصد فلكي ثوري

مرصد "فيرا سي. روبين"، المُقام على قمة جبل سيرو باتشون في جبال الأنديز بتشيلي، أنجز أولى تجاربه باستخدام كاميرته العملاقة، والتي تملك مجال رؤية واسعًا وقدرة فائقة على التقاط الأجسام الخافتة والصغيرة في السماء. خلال هذه التجارب، اكتشف العلماء أكثر من 2100 كويكب جديد، من بينها سبعة كويكبات قريبة من الأرض لم يُرصد أي منها سابقًا.

صور تكشف عن ملايين المجرات في لقطة واحدة

من أبرز ما كشفه المرصد حتى الآن، مقطع فيديو مكون من أكثر من 1100 صورة يبدأ بتفاصيل دقيـقة لمجرتين، ثم يبتعد تدريجيًا ليعرض نحو 10 ملايين مجرة. وهذا الرقم الهائل لا يمثل سوى 0.05% فقط من الـ20 مليار مجرة التي يخطط المرصد لرصدها خلال عشر سنوات.

رؤية جديدة لمناطق ولادة النجوم

أصدر فريق المرصد أيضًا صورة فسيفسائية مذهلة لمنطقتي "سديم البحيرة" و"سديم المثلث"، وهما منطقتان لتكوّن النجوم تقعان في كوكبة القوس. هذه الصورة، التي تتكون من 678 لقطة اُلتقطت خلال سبع ساعات فقط، أظهرت تفاصيل لم تُر من قبل، بما في ذلك سُحب غاز وغبار تمتد عبر آلاف السنين الضوئية.

مرصد سيغيّر قواعد علم الفلك

المرصد مُصمَّم لإنشاء "فيلم زمني" عالي الجودة للكون، حيث سيلتقط صورًا لسماء نصف الكرة الجنوبي كل بضع ليالٍ على مدى 10 سنوات. هذا المشروع يُعرف باسم Legacy Survey of Space and Time، وسيساعد في تتبع الأجرام المتغيرة كالكويكبات، المذنبات، النجوم المنفجرة، والمجرات البعيدة، في عرضٍ سينمائي فلكي لا مثيل له.

استكشاف المادة المظلمة والطاقة المظلمة

إلى جانب رصد الأجسام السماوية، يهدف المرصد إلى الإجابة عن أسئلة علمية وجودية تتعلق بـ"المادة المظلمة" و"الطاقة المظلمة" – وهما مكوّنان غامضان يُعتقد أنهما يشكلان معظم كتلة الكون، لكن لم يُشاهدا مباشرة. يُتوقَّع أن تقدم بيانات مرصد روبين رؤى جديدة حول هذه القوى الغامضة.

تكريم لاسم عظيم في علم الفلك

يحمل المرصد اسم العالمة الأمريكية "فيرا روبين"، التي كانت من أوائل من قدموا أدلة على وجود المادة المظلمة. ومن خلال هذا المرصد الثوري، سيُستكمل إرثها العلمي وتُفتح أبواب جديدة لفهم أعظم أسرار الكون.