توتر متصاعد.. تقارير تحذر من هجمات إيرانية وواشنطن تؤكد التمسك بالدبلوماسية

في تطور خطير على الساحة الإقليمية، أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، نقلًا عن صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن مسؤولين أمريكيين، لم يُكشف عن هويتهم، حذروا من استعداد جماعات مسلحة مدعومة من إيران لشن هجمات على قواعد أمريكية في كل من العراق وربما سوريا، في خطوة قد تزيد من سخونة المشهد الأمني في المنطقة.
وبحسب التقرير، فإن هذه المعلومات تأتي وسط تصاعد التوترات بين واشنطن وطهران، وتزامنًا مع تحركات ميدانية تشير إلى إعادة تموضع واستعدادات عسكرية لبعض الفصائل المرتبطة بإيران في محيط القواعد الأمريكية.
مصدر أمريكي .. نفضل الدبلوماسية
وفي ذات السياق، نقلت القناة عن موقع أكسيوس الأمريكي أن مسؤولًا أمريكيًا فضّل عدم الكشف عن هويته صرّح بأن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أكد تمسّك بلاده بالحل الدبلوماسي، مضيفًا أن الإدارة الأمريكية لا تزال تعتبر المسار السياسي هو الأفضل لمعالجة التوترات بين واشنطن وطهران.
وأكد ويتكوف بحسب ما نقله التقرير أن بلاده ترغب في عودة واشنطن وطهران إلى طاولة المفاوضات، في إشارة إلى رغبة واشنطن في إعادة إحياء المحادثات النووية أو التوصل إلى تفاهمات إقليمية أوسع تقلل من مخاطر الانفجار العسكري.
مؤشرات تصعيد
تأتي هذه التحذيرات وسط مؤشرات واضحة على تزايد احتمالات اندلاع مواجهة غير مباشرة بين واشنطن وطهران عبر وكلائهما في المنطقة، خاصة في ظل تحركات الجماعات المسلحة في العراق وسوريا، وارتفاع حدة التهديدات المتبادلة بين الطرفين.
ويخشى مراقبون أن أي هجوم على قاعدة أمريكية قد يدفع الولايات المتحدة للرد عسكريًا، ما قد يُشعل سلسلة من الضربات المتبادلة، ويدخل الشرق الأوسط في مرحلة جديدة من التصعيد.
ازدواجية في الرسائل الأمريكية
السياسة الأمريكية تجاه إيران تبدو في هذه المرحلة محكومة بثنائية الضغط والدعوة للتفاوض. فمن جهة، تُكثف واشنطن تحركاتها العسكرية وتُصدر تحذيرات مباشرة من أي هجوم، ومن جهة أخرى، تؤكد عبر مبعوثيها حرصها على تجنب الحرب والانخراط في مسار دبلوماسي بنّاء.
ويرى محللون أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى احتواء النفوذ الإيراني في المنطقة دون اللجوء إلى صدام مباشر، خصوصًا في ظل الأوضاع المعقدة في العراق وسوريا، حيث تتواجد القوات الأمريكية في بيئات أمنية هشة ومعرّضة للخطر.

بين لغة السلاح والمفاوضات
في ظل التصعيد المتزايد، وتحذيرات المسؤولين الأمريكيين من هجمات وشيكة، يبقى الشرق الأوسط على صفيح ساخن. ويؤكد الخبراء أن أي شرارة قد تنطلق من العراق أو سوريا ستكون لها تداعيات إقليمية واسعة، تتجاوز مجرد رد عسكري محدود، وقد تُعيد رسم معادلات النفوذ في المنطقة بأكملها.
بين التهديدات الخفية والدعوات العلنية للتهدئة، يبدو أن العلاقة بين واشنطن وطهران تمر بمرحلة حاسمة، إما أن تقود إلى تفاهمات سياسية تُنقذ المنطقة من الانفجار، أو إلى مواجهة غير مباشرة قد تخرج سريعًا عن السيطرة.