عاجل

خبير سياسي: حديث واشنطن عن الاستقرار إنكار سياسي للواقع الملتهب

الطائرة الأمريكية
الطائرة الأمريكية التي نفذت الضربة

في ظل التصعيد المتواصل في الشرق الأوسط بعد الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية، وصف المحلل السياسي وخبير الشؤون الاستراتيجية، دينيس جاف، تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، بأنها تفتقر إلى المنطق وتتناقض مع الوقائع الميدانية في المنطقة. مشيرًا إلى أن الحديث عن "استقرار عالمي" عقب تلك الضربة يُعد قراءة سطحية للواقع الملتهب.

حالة غليان لااستقرار

وخلال مداخلة عبر برنامج "ملف اليوم" المُذاع على شاشة قناة "القاهرة الإخبارية"، أوضح دينيس جاف أن التصريح الأمريكي الأخير يعكس حالة من الإنكار السياسي، خاصة مع اتساع رقعة التوتر في الشرق الأوسط وتزايد المخاوف من ردود إيرانية محتملة قد تجر المنطقة إلى دوامة جديدة من العنف.

وأشار دينيس جاف إلى أن استهداف منشآت نووية – حتى وإن لم يُسفر عن كارثة فورية يحمل في طياته تبعات أمنية وإنسانية جسيمة، موضحًا أن احتمال وقوع تسريبات أو أضرار إشعاعية لا يمكن تجاهله، بالإضافة إلى أثر الضربة في تحفيز إيران على التصعيد، بما ينذر بإطلاق موجات متتالية من العنف والفوضى.

أهداف سياسية وراء الضربة

وفي تحليله لأسباب الضربة الجوية الأمريكية، أكد دينيس جاف أن إدارة الرئيس دونالد ترامب لم تكن تستهدف تحييد البرنامج النووي الإيراني فحسب، بل كانت تسعى لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، في مقدمتها تعزيز صورة ترامب كزعيم قوي قبيل الاستحقاق الانتخابي المقبل.

وأضاف دينيس جاف: "الضربة كانت محسوبة من حيث التوقيت والدعاية، وهي تحمل رسالة دعم مباشر لإسرائيل، كما أنها تُخاطب القاعدة الشعبية المحافظة التي ترى في المواجهة مع إيران ضرورة استراتيجية".

ارتباك في الموقف الأمريكي 

وفيما يتعلق بالمسار الدبلوماسي، رأى المحلل السياسي أن الموقف الأمريكي لا يزال مضطربًا ومفتقرًا للرؤية طويلة الأمد، بينما يظهر الاتحاد الأوروبي أكثر حرصًا على احتواء الأزمة وتفادي انزلاق الأمور إلى مواجهة مفتوحة.

وأوضح دينيس جاف أن الأوروبيين، رغم رغبتهم في الحد من قدرات إيران النووية، يدفعون في اتجاه استئناف المفاوضات، باعتبار أن الحل السياسي هو الخيار الوحيد القابل للتنفيذ، في ظل تعقيدات المشهد الإقليمي وتشابك التحالفات الدولية.

القاهرة الاخبارية 
القاهرة الاخبارية 

الأنظار نحو طهران

واختتم دينيس جاف تحليله بالتأكيد على أن “الكرة الآن في ملعب إيران”، متسائلًا عمّا إذا كانت القيادة الإيرانية ستستجيب لأصوات داخلية وخارجية تدعو للتهدئة، أم أنها ستواصل التصعيد ضد المصالح الأمريكية والإسرائيلية.

وحذّر دينيس جاف من أن أي تصعيد جديد قد يفتح الباب على مصراعيه لمواجهة إقليمية شاملة، ستكون كلفتها باهظة على جميع الأطراف، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لاحتواء الموقف قبل فوات الأوان.

تم نسخ الرابط