عاجل

من التضليل إلى التفجير.. كيف خدعت إسرائيل طهران؟

إيران والاحتلال الإسرائيلي
إيران والاحتلال الإسرائيلي

كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" في تقرير موسّع تفاصيل دقيقة عن التخطيط الإسرائيلي للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، والذي حمل اسم "الأسد الصاعد"، مشيرة إلى أن العملية كانت ثمرة تنسيق استخباراتي وعسكري مع الولايات المتحدة، وامتدت مراحل الإعداد لها لأشهر طويلة.

التخطيط الفعلي

وبحسب التقرير، بدأ التخطيط الفعلي في أكتوبر 2024، حيث شرعت القيادتان السياسية والعسكرية في إسرائيل، بدعم أميركي، في إعداد خطة محكمة تستند إلى "حملة تضليل واسعة" هدفها خداع إيران وجعلها تشعر بالأمان، واستُخدمت في هذا السياق أساليب مشابهة لتكتيك "قطع الرأس" الذي اعتمدته إسرائيل ضد حزب الله عام 2006.

وذكرت الصحيفة أن خريف 2024 شهد تحولًا في التفكير الاستراتيجي، لاسيما بعد اغتيال عدد من قادة حزب الله، بينهم الأمين العام حسن نصر الله، في سبتمبر، تلاه تنفيذ عملية "أيام التوبة" ضد أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية.

مع تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة مجددًا، اكتسبت الخطة زخمًا جديدًا، لا سيما بعد أن عبّر عن استعداده لدعم أي خيار عسكري في حال تعثرت المفاوضات مع طهران، ورفع القيود عن تبادل المعلومات الاستخباراتية.

وركّزت إسرائيل في التخطيط للهجوم على ثلاثة أهداف رئيسية: منظومة الصواريخ الإيرانية، منشآت تخصيب اليورانيوم، ومراكز تطوير الأسلحة النووية، ونظرًا لصعوبة استهداف منشآت صغيرة ومتفرقة، مثل تلك التي يتم فيها تطوير الأسلحة، تم تحويل التركيز إلى "العنصر البشري" عبر تصفية العلماء.

اغتيالات واسعة

ففي عام 2021، اغتيل العالم الإيراني البارز محسن فخري زاده، ثم بدأت وحدة 8200 الإسرائيلية بمتابعة أبرز العلماء النوويين وتحديد قائمة من الشخصيات المؤثرة، تم تصفيتهم لاحقًا بشكل فردي داخل منازلهم بطهران.

وعلى عكس العلماء، قرر الجيش الإسرائيلي استهداف القادة العسكريين بضربة جماعية خلال اجتماع واحد، وشملت القائمة قادة الحرس الثوري والقوات الجوية وهيئة الأركان الإيرانية.

أما على صعيد المنشآت، فقد ركّزت إسرائيل على نطنز وفوردو، بينما كان من الممكن استهداف نطنز جوًا، واجهت خطة مهاجمة فوردو تحديات نظرًا لتحصينها الشديد، ما استدعى تحليلًا دقيقًا لأنظمة الدفاع الجوي الإيراني لرسم "خريطة اختراق".

وقبل أسبوعين من الضربة، بدأ تنفيذ حملة تضليل إعلامي محكمة بمشاركة مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث زُوّدت الصحافة الإسرائيلية بمعلومات خاطئة حول قرب التوصل إلى اتفاق نووي، والتلميح بخلافات إسرائيلية-أميركية حول الخيار العسكري.

الأسد الصاعد

وتقول الصحيفة إن دونالد ترامب شارك شخصيًا في هذه الحملة، وكان منخرطًا بشكل مباشر، رغم ما أشيع علنًا عن معارضته للضربة، وفي 13 يونيو، تم تنفيذ الهجوم الذي شاركت فيه طائرات مسيّرة وصواريخ دقيقة، واستهدف منشآت حيوية في طهران وما حولها.

واختتم التقرير بالإشارة إلى أن اسم "الأسد الصاعد" اختاره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بنفسه، في سابقة هي الأولى من نوعها لرئيس حكومة إسرائيلي يسمي عملية عسكرية بهذا الشكل.

تم نسخ الرابط