للمرة الثانية خلال 5 أيام .. إسرائيل توقف ضخ الغاز إلى مصر

في ظل التصعيد العسكري المتزايد فى منطقة الشرق الأوسط، أوقفت إسرائيل ضخ الغاز الطبيعي إلى مصر، اليوم الأحد.
ويعد هذا التوقف هو الثاني خلال أقل من أسبوع، بعد ما استأنفت إسرائيل الضخ جزئيًا يوم الأربعاء الماضي، من حقل "تمار"، بينما لا يزال حقل "ليفاثيان" الأكبر خارج الخدمة منذ اندلاع التوترات، ما قلّص الكميات المتاحة من الجانب الإسرائيلي.
وكشف مصدر، أن تل أبيب لم تبلغ مصر رسميًا بقرار وقف الضخ، مشيرًا إلى أن عودة الإمدادات مرهونة بتطورات العمليات العسكرية، وإعادة تشغيل الحقول البحرية في المتوسط"، مشددًا على أن التأثير المباشر يطال قدرة مصر على تغطية استهلاك محطات الكهرباء، ويؤجل أي خطط لاستئناف التصدير في الوقت الحالي.
وأكد الدكتور أحمد الإمام، خبير الطاقة والبترول، لـ"نيوز رووم" لتوقف المتكرر لضخ الغاز من إسرائيل يضع مصر أمام معضلة مزدوجة: تأمين الاستهلاك المحلي المتزايد في الصيف، والحفاظ على التزاماتها التصديرية، خاصة مع زيادة الاعتماد على الغاز المسال في تغطية العجز."
وأضاف الإمام، إن خطط تصدير الغاز المسال من محطتي إدكو ودمياط ستتأثر حتمًا إذا استمر العجز بين الإنتاج والطلب،مؤكدا أن الوضع الحالي "يعيد ملف الاستيراد إلى الواجهة، ويُحفّز الدولة على تسريع عمليات تطوير الحقول المحلية، وإعادة النظر في تنويع مصادر الإمداد الإقليمي".
خطة طوارئ حكومية واستيراد عاجل
في مواجهة الأزمة، سارعت الحكومة إلى تأمين 4 شحنات من الغاز الطبيعي المسال، وصلت منها 3 حتى الآن، ومن المقرر أن تصل الرابعة في الصيف. كما جرى استقبال شحنتين في مستودعات مصنع "سيجاس" للإسالة بدمياط، بانتظار تشغيل وحدتي التغييز في ميناء العين السخنة بنهاية يونيو الجاري.
ويُقدّر إنتاج مصر المحلي من الغاز الطبيعي بنحو 4 مليارات قدم مكعب يوميًا، في حين يتجاوز الطلب المحلي 7 مليارات قدم مكعب، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة استهلاك الكهرباء، ما يؤدي إلى تقليص فائض الغاز المتاح للتصدير.
قطاع الكهرباء في مرمى الأزمة
تعتمد محطات الكهرباء في مصر بشكل كبير على الغاز الطبيعي كمصدر رئيسي للوقود، مما يجعل أي خلل في الإمدادات الخارجية مؤثرًا بشكل مباشر على استقرار الشبكة، خاصة خلال أشهر الصيف، وبينما تحاول وزارة البترول والثروة المعدنية الحفاظ على استقرار السوق المحلي، تتعاظم التحديات المرتبطة بارتفاع كلفة الاستيراد، وانخفاض العائد من تصدير الغاز، في ظل أزمة جيوسياسية قد تطول.