عاجل

بعد الضربة الأمريكية.. خبراء يكشفون سيناريوهات الرد الإيراني وتداعياته

الصراع الايراني الامريكي
الصراع الايراني الامريكي

تصاعدت حدة التوترات في منطقة الشرق الأوسط، عقب الضربة الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد منشآت نووية إيرانية، وسط مخاوف دولية من أن تؤدي هذه التطورات إلى مواجهة إقليمية واسعة قد تعصف باستقرار المنطقة.

وفي تحليلات قدمها عدد من الخبراء والمسؤولين الأمنيين، أشار الدكتور هاني الجمل، الباحث في الشؤون الدولية والإقليمية، إلى أن إيران أمام عدة سيناريوهات محتملة بعد الضربة الأميركية، من بينها التهدئة التكتيكية التي قد تعتمدها طهران لتجنب تصعيد مباشر، خاصة مع استهداف مواقع خالية من المواد النووية الحساسة، في محاولة لتفادي مواجهة شاملة.

رسائل تحذيرية

وأكد "الجمل" أن طهران قد تلجأ إلى هجمات غير مباشرة عبر أذرعها الإقليمية داخل الأراضي الإسرائيلية، لإرسال رسائل تحذيرية دون الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة، إضافة إلى احتمال تصعيد عسكري محتمل في منطقة الخليج عبر استهداف قواعد أمريكية في العراق والبحرين والسعودية، ما قد يفتح الباب أمام حرب بالوكالة.

كما أشار إلى خطر تهديد الملاحة في مضيق هرمز، الممر البحري الحيوي لنقل النفط عالمياً، والتي قد تلجأ إليها إيران لتعطيل حركة الملاحة، مما يهدد بأزمة طاقة عالمية.

المفاوضات والتحركات الدبلوماسية

وفي سياق متصل، يتابع المجتمع الدولي بحذر المفاوضات والتحركات الدبلوماسية، خاصة بعد الإعلان عن زيارة مرتقبة للسياسي الإيراني عباس عراقجي إلى روسيا، في محاولة لاحتواء التصعيد.

من جانبه، وصف اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، لـ "نيوز رووم" الضربة الأميركية بأنها لم تؤدِّ إلى حدوث نشاط إشعاعي ظاهر، ما قد يضعف من رد الفعل الإيراني ويجعل رد طهران أكثر حذرًا.

وأشار الدكتور سعيد عكاشة، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن إيران ربما تؤجل ردها لمدة يومين لتقييم الموقف بدقة، مؤكدًا أن الضربات لم تغير من موقف إيران، التي كانت قد نقلت المواد النووية المخصبة إلى مواقع أكثر أمانًا قبل تنفيذ الضربة الأميركية.

وتعكس تصريحات البرلمان الإيراني، التي وافق فيها على قرار إغلاق مضيق هرمز بانتظار موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي، تحولًا في مستوى التهديدات الإيرانية، في حين أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي جاهزية القوات المسلحة للرد على أي هجوم.

 التورط الأميركي المباشر

وفي تحليل آخر، أوضح خسرو صايح أصفهاني، المحلل البحثي الأول في الاتحاد الوطني للديمقراطية بإيران، أن التورط الأميركي المباشر قد يدفع إيران إلى تحريك أذرعها وخلاياها النائمة حول العالم، مشيرًا إلى أن طهران تحافظ على مخزون استراتيجي من الصواريخ تحسبًا لهجوم أميركي موسع.

وتشير التقديرات إلى وجود نحو 40 إلى 50 ألف جندي أمريكي في 19 قاعدة عسكرية على الأقل في منطقة الشرق الأوسط، مما يجعل هذه المواقع أهدافًا محتملة للرد الإيراني.

بدوره، أكد الدكتور إيفان فيدينوفيتش، مستشار إدارة البرامج السابق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن المواقع المستهدفة في «فوردو»، «نطنز» و«أصفهان» هي منشآت تخصيب كيميائي ولا تحتوي على تفاعلات انشطارية نووية، مشيرًا إلى أن القصف لم يشمل مفاعل بوشهر النووي، وأن خطر الإشعاع يظل محصورًا ومحدود التأثير.

وعلى صعيد رسمي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الضربة التي استهدفت المواقع النووية الإيرانية كانت «ناجحة للغاية»، مشيرًا إلى استخدام ست قاذفات من طراز B-2 الشبح لإسقاط 12 قنبلة خارقة للتحصينات على منشأة فوردو، في تأكيد على دقة وقوة الضربة.

يأتي هذا التطور وسط مخاوف متزايدة من أن تستمر التوترات في التصاعد، ما يستدعي جهودًا دبلوماسية مكثفة لتجنب تفجر صراع إقليمي شامل.

تم نسخ الرابط