عاجل

الحدائق تحوّلت إلى مراعٍ.. أهالي الإسماعيلية يصرخون من فوضى المواشي

مواشي ترعى في حدائق
مواشي ترعى في حدائق الإسماعيلية.. والأهالي غاضبون: “الحدائق

تشهد محافظة الإسماعيلية في الآونة الأخيرة ظاهرة غريبة وغير مسبوقة، أثارت استياءً واسعًا بين المواطنين، بعد رصد انتشار الماشية داخل الحدائق العامة والمساحات الخضراء، في مشهد يناقض تاريخ المدينة المعروف بجمال طبيعتها ونظافة كورنيشها ومتنزهاتها المفتوحة.

وتحوّلت بعض المواقع الحيوية مثل حدائق الطريق الدائري وكورنيش كارفور إلى ما يشبه المراعي المفتوحة، بعد أن لجأت بعض الأسر إلى ترك أبقارها وماعزها ترعى بحرية، ما تسبب في تلف المزروعات، تراكم المخلفات، وانبعاث روائح كريهة تُفقد هذه الأماكن قيمتها الجمالية والسياحية.

الحدائق تحوّلت إلى مزارع ماشية

يقول السيد محمود عبد الفتاح، أحد سكان منطقة الدائري:"الموضوع بقى صعب يتسكت عليه.. الحديقة اللي كنا بنقعد فيها مع أولادنا بقت مزرعة ماشية. الأسبوع اللي فات كنا في نُزهه وفجأة دخلت علينا بقرة وماعز، الريحة كانت بشعة والمكان اتوسخ تمامًا."

أما السيدة إيمان عبد الرحيم، ربة منزل من حي السلام، فعبّرت عن استيائها قائلة:"أنا بشوفهم يوميًا سايبين المواشي ترعى من غير ما حد يكلمهم. مفيش رقابة خالص. الحدائق دي مش ملك خاص، المفروض تبقى مكان نرتاح فيه، مش مكان نخاف نعدي منه بسبب الروائح والمنظر اللي بيكسر النفس."

وفي السياق نفسه، قال أحمد مجدي، موظف وأب لطفلين:"الأولاد نفسهم بطلوا يطلبوا نروح الحديقة، وده غريب، لأن دي كانت فسحتهم المفضلة. لكن بقى صعب تلاقي مكان نظيف أو حتى كرسي تقعد عليه من غير ما تلاقي حواليك آثار ماشية أو ريحة منفّرة."

أزمة علف أم غياب رقابة؟

ويرى عدد من الأهالي أن الظاهرة تعود إلى غياب الرقابة من الإدارات المحلية، بالتزامن مع استغلال بعض المزارعين ارتفاع أسعار الأعلاف، فلجأوا إلى استخدام الحدائق كمراعٍ بديلة.

ويؤكد الحاج عبد السلام عطية، أحد المزارعين من الضواحي الشرقية، أن الضائقة الاقتصادية تلعب دورًا:"الناس مش لاقية تأكل الماشية، الكيلو علف بقى أغلى من كيلو اللحمة. في ناس بتسيب الماشية ترعى في الحدائق عشان توفر، بس ده مش مبرر لتخريب الأماكن العامة."

مطالب شعبية بتدخل عاجل

وطالب المواطنون بتدخل سريع من الجهات المعنية، وعلى رأسها الأحياء والمحافظة، لتفعيل الرقابة الميدانية، ومنع استخدام الحدائق كمرعى مفتوح، مع ضرورة فرض غرامات صارمة على المخالفين، حفاظًا على البيئة العامة وصورة المدينة.

وفي ظل افتقار الإسماعيلية لمتنزهات كافية، تُعد الحدائق العامة المتنفس الوحيد للعديد من الأسر، مما يُبرز أهمية التحرك العاجل لوقف هذه الظاهرة التي لا تليق بتاريخ ومكانة المدينة.

تم نسخ الرابط