خبير تقني: الثورة الرقمية تفرض استعدادًا للمستقبل.. والذكاء الاصطناعي يقترب

أكد المهندس هشام طارق، خبير تكنولوجيا المعلومات، أن تطورات الذكاء الاصطناعي باتت تسير بوتيرة متسارعة قد تنقل العالم إلى حقبة جديدة من “الوعي الإبداعي” للأنظمة الذكية، مما سيغيّر جذريًا طريقة تعامل الإنسان مع التكنولوجيا خلال السنوات القليلة القادمة.
جاء ذلك خلال لقائه في برنامج “العنكبوت”، الذي يُعرض على قناة "أزهري"، حيث أشار هشام طارق إلى أن الثورة الرقمية الحالية والذكاء الاصطناعي لم تعد مجرد مرحلة تطوير تقني، بل تحوّلت إلى تحوّل جذري يمس مختلف جوانب الحياة الاجتماعية، والاقتصادية، والقانونية، وحتى الأخلاقية.
من المنفّذ إلى المبدع
أوضح هشام طارق أن ما يُعرف بـ "الذكاء الاصطناعي الخارق" (Artificial Superintelligence) لا يقتصر على تنفيذ الأوامر البرمجية، بل بات يقترب تدريجيًا من مستوى الإبداع والتفكير الابتكاري، وهو ما يفتح أبوابًا جديدة لم يكن متخيلاً في السابق أن تفتحها الآلات.
وقال هشام طارق: "نحن أمام احتمال أن تصبح الآلات أكثر قدرة على إنتاج محتوى إبداعي ضمن الذكاء الاصطناعي، سواء في مجالات الفن أو العلوم أو حتى الأدب، ما يفرض علينا مراجعة مفاهيم مثل الملكية الفكرية، والحقوق الأخلاقية، والدور البشري في صناعة القرار".
ضرورة استعداد نفسي
وأشار هشام طارق إلى أن دخول الذكاء الاصطناعي في مراحل متقدمة من التفكير الإبداعي يفرض على المجتمعات الإنسانية أن تعيد النظر في أطرها القانونية والأخلاقية، مشددًا على أهمية بناء بيئة تنظيمية مرنة، قادرة على استيعاب هذه الطفرات التقنية مع وضع ضوابط تحافظ على القيم الإنسانية.
كما دعا هشام طارق إلى ضرورة توعية المجتمعات، لا سيما فئة الشباب، بمخاطر الاستخدام غير المسؤول لـ الذكاء الاصطناعي، وضرورة ترسيخ أخلاقيات رقمية تحكم العلاقة بين الإنسان والآلة.
عام 2026 نقطة تحوّل
في سياق توقعاته المستقبلية، رجّح هشام طارق أن يشهد عام 2026 انطلاقة غير مسبوقة في مستوى الابتكارات التقنية، مرجّحًا أن يتم خلال هذا العام الكشف عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تتجاوز قدرات العقل البشري في بعض المهام المعقدة.
وأضاف هشام طارق: "سيكون عام 2026 بمثابة نقطة تحوّل فاصلة في الذكاء الاصطناعي، إذ ستُطوّر تقنيات قادرة على التفاعل مع البيئة المحيطة بطرق تشبه، وربما تتفوق، على استجابات البشر".

التحول القادم: فرصة أم تهديد؟
اختتم هشام طارق حديثه بتأكيد أن الذكاء الاصطناعي، رغم ما يحمله من فرص هائلة، يشكّل في الوقت ذاته تحديًا كبيرًا إذا لم تتم إدارته بحكمة. ودعا إلى شراكة عالمية متعددة الأطراف لوضع إطار شامل يضمن الاستخدام الآمن والعادل لهذه التكنولوجيا المتقدمة.
ووذكر هشام طارق أن المستقبل لم يعد مجرد سيناريوهات خيالية، بل واقع قريب يحتاج إلى وعي مجتمعي، وقيادة علمية، وتشريعات منضبطة تواكب هذا الزخم الرقمي.