سؤال “يذرو” في امتحان العربي يُربك طلاب الثانوية ويشعل مواقع التواصل

أثار سؤال في امتحان اللغة العربية للثانوية العامة حالة من الجدل والارتباك بين الطلاب، بعد أن وردت كلمة “يذرو” في أحد الأسئلة، وطُلب من الطلاب اختيار المعنى الصحيح لها من بين أربع اختيارات، وهي: “يتخلى عنه - يهملها - يحط من قدرها - ينشرها”.
السؤال الذي بدا بسيطًا في ظاهره، تحول إلى نقطة نقاش واسعة بين الطلاب وأولياء الأمور وحتى بعض المعلمين، خاصة أن الكلمة ليست دارجة في الاستخدام اليومي، ما جعل كثيرًا من الطلاب يترددون في الإجابة، وسط محاولات لتخمين معناها بناءً على السياق.
المعنى الصحيح لكلمة “يذرو” هو “ينشرها”، وهي مأخوذة من الفعل “ذَرى”، ويُستخدم هذا الفعل في اللغة العربية الفصحى للتعبير عن التذرية، أي التفريق والنثر، كما في قوله تعالى: “تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ”، أي تنشره وتفرقه. ويأتي هذا المعنى غالبًا في سياق الرياح التي تذرو الغبار أو التراب، أي تنثره في الهواء.
الارتباك الذي حدث بين الطلاب يعود جزئيًا إلى قلة تداول مثل هذه الكلمات في المناهج الدراسية أو الحياة اليومية، وهو ما دفع البعض للتساؤل: هل من العدل اختبار الطلاب في مفردات نادرة أو غير مستخدمة على نطاق واسع؟ بينما رأى آخرون أن الامتحان يقيس قدرات الفهم والاستنتاج من السياق، وليس فقط الحفظ المباشر.
على مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت منشورات ساخرة وتعليقات من الطلاب وأولياء الأمور حول الكلمة، وتحوّلت “يذرو” إلى تريند على بعض الصفحات التعليمية، حيث كتب أحد الطلاب مازحًا: “الريح ذرت مستقبلي”، فيما علّق آخر: “أنا مش عارف الريح ذرت إيه، بس أنا ذُرت نفسي من الامتحان”.
اقرا ايضا
من جانبهم، أوضح بعض أساتذة اللغة العربية أن مثل هذه الأسئلة تُعد وسيلة لقياس العمق اللغوي لدى الطلاب، وليس فقط المعلومات السطحية، مشيرين إلى أهمية توسيع المفردات من خلال القراءة خارج المقررات الدراسية.