بعد الهجوم الإيراني.. ما مدى فعالية الدفاع الجوي الإسرائيلي؟

لطالما تباهت إسرائيل بمنظومتها الصاروخية للدفاع الجوي متعددة الطبقات، والتي اعتبرتها خط الدفاع الأول أمام فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية منذ الثمانينيات من القرن الماضي. وكان تطوير هذه المنظومة سببًا أساسيًا في زيادة المساعدات العسكرية لها، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية من ناحية، ومن ناحية أخرى اعتبرت المنظومات الدفاعية والأنظمة التكنولوجية المتطورة منها منتجًا رئيسيًا في المبيعات التسليحية للشركات الإسرائيلية (35% تقريبا وفقًا لإحصاءات عام 2022 وفقًا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل).
ووفقًا لدراسة أعدها المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أثيرت تساؤلات حول مدى فاعلية هذه المنظومة مع بدايات عملية “طوفان الأقصى” في أكتوبر 2023، لكن سرعان ما خفتت هذه التساؤلات بعد تطورات الحرب الجارية في غزة منذ هذا الحين. ومع اندلاع الحرب المباشرة بين إسرائيل وإيران في 13 يونيو 2025، والتي تختلف تمامًا عن العمليات العسكرية الإسرائيلية المتكررة في المنطقة، ومع نجاح الصواريخ الإيرانية في الوصول للعمق الإسرائيلي، وضرب بعض الأهداف الإسرائيلية الهامة؛ تتجدد التساؤلات حول مدى فاعلية منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي. ولذلك يمكن استعراض أهم أجزاء هذه المنظومة، ثم تقديم رؤية تحليلية لأدائها في الحرب الجارية.
أولًا- الخصائص الأساسية لمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي:
تعد هذه المنظومة مكونًا أساسيًا في منظومة أكبر للقيادة والسيطرة تعتمد عليها السياسة العسكرية الإسرائيلية منذ ما يزيد على عقدين، بالطبع مع الإضافة لها مع كل تطوير، ومناط الاهتمام في هذا المقال هو الجانب الدفاعي في هذه المنظومة، والذي يمكن توضيحه فيما يلي:

أنظمة الإنذار المبكر والرادارات العاملة
يعتمد الجيش الإسرائيلي على مزيج من الرادارات الأمريكية والإسرائيلية محلية الصنع وتشمل:
EL/ M- 2040 : رادار إسرائيلي من إنتاج شركة “IAI” الإسرائيلية وهو رادار عابر للأفق يصل مداه لآلاف الكيلومترات بواسطة الاستفادة الكاملة من أشعة الرادار المرسلة لطبقة الأيونوسفير واستقبال الأشعة المرتدة من الأهداف الجوية والبرية والبحرية، ويستخدم ويعمل بتردد عالٍ يتراوح ما بين 3-30 جيجا هيرتز.
AN/ TPY- 2 : رادار أمريكي من إنتاج شركة “Raytheon” يتراوح مدى كشفه الراداري بما بين 870-3000 كم، مصمم لرصد وتتبع الصواريخ الباليستية في المقام الأول وإمكانية توجيه النيران لبطارية الدفاع الجوي الباليستي THAAD.
EL/ M- 2090 : رادار إسرائيلي للإنذار المبكر من إنتاج شركة “IAI” الإسرائيلية بمدى يصل إلى 500 كم، ومصمم أيضًا لرصد وتتبع الصواريخ الباليستية في المقام الأول.
EL/ M- 2080 : رادار إسرائيلي من إنتاج شركة “IAI” الإسرائيلية بمدى يصل إلى 500 كم، ومصمم أيضًا لرصد وتتبع الصواريخ الباليستية في المقام الأول، وإمكانية توجيه النيران لبطارية الدفاع الجوي الباليستي Arrow.
EL/M-2084 : رادار إسرائيلي من إنتاج شركة “IAI” الإسرائيلية بمدى يصل إلى 470 كم مصمم للرصد والتعقب لكافة الطائرات والصواريخ أرض/أرض وإمكانية توجيه النيران لبطارية الدفاع الجوي David Sling.
ELM-2248 : رادار إسرائيلي من إنتاج شركة “IAI” الإسرائيلية بمدى يصل إلى 324 كم ومصمم لرصد الصواريخ الباليستية والأهداف الجوية على ارتفاع منخفض وعالٍ يصل إلى 30 كم، وإمكانية توجيه النيران لصواريخ الدفاع الجوي الموجودة على القراويطات البحرية من نوع Sa’ar.
AN/ MPQ- 53: رادار أمريكي من نتاج التعاون بين شركتي Lockheed Martin وRaytheon بمدى يصل إلى 100 كم، ومصمم لرصد الطائرات والصواريخ أرض/ أرض ومختلف الأهداف الجوية على ارتفاع عالٍ ومتوسط وإمكانية توجيه النيران لبطارية الدفاع الجوي PAC- 2 باتريوت.
ويتم تعزيز هذه الرادارات بواسطة منظومات جوية للإنذار المبكر من طراز:
طائرات الإنذار المبكر من طراز Nachshon Oran محلية الصنع من شركة IAI، وتحمل النسخة الجوية من الرادار EL/ M- 2080 والمعروفة باسم EL/ M- 2085 على بدن طائرة مدنية محورة من طراز.
Gulfstream g550، وهي مجمع تكنولوجي متكامل للإنذار المبكر تجمع ما بين خواص طائرات “Eitam” الرادارية والخواص الاستخباراتية لطائرات “Shavit” من الجيل الحالي لتكوين صورة جوية كاملة في مسرح العملية عن مختلف الأهداف الجوية والبرية والبحرية.
مناطيد مسيرة من فئة HAAS- High Availability Aerostat System محلية الصنع من شركة IAI، وتحمل كاميرات مراقبة بجانب رادارات للإنذار المبكر من طراز ELM- 2083 للنسخ الحديثة التي ظهرت في 2023.
وتتكامل هذه الرادارات مع الأقمار الصناعية من طراز “أفق” من شركة “IAI” وبالأخص النسخة الأحدث على الإطلاق “أفق- 13” التي تم إطلاقها في مارس- 2023 وهو رادار مراقبة لمهمات المسح الأرضي والإنذار المبكر ورصد وتعقب الأهداف.
منظومات مراقبة الحدود بالرادار والمنظومات الكهروبصرية من شركة “Elbit” وتدعيمها بطائرات دون طيار من طراز “Eitan” و” Searcher” من شركة “IAI” و” Hermes” من شركة “Elbit”.
أنظمة الدفاع الجوي والمقاتلات والقيادة والسيطرة
المنظومات الدفاعية التي تقوم بالتعامل مع أهداف متوسطة وبعيدة المدى:
السهم (حيتيس) Arrow مشروع إسرائيلي/أمريكي مشترك بين شركتي IAI&Boeing (أقصى ارتفاع 50 كم/ أقصى مدى: 150 كم).
باتريوت Patriot- PAC2 أمريكي الصنع من شركة Raytheon (أقصى ارتفاع 40 كم/ أقصى مدى: 96 كم).
باراك Barak مشروع إسرائيلي نتاج تعاون شركتي IAI&Rafael (أقصى ارتفاع 20 كم/ وأقصى مدى: 100 كم).
مقلاع داود David sling، مشروع إسرائيلي/أمريكي مشترك بين شركتي Rafael &Raytheon (أقصى ارتفاع 15 كم/ أقصى مدى: 250 كم).
القبة الحديدية (Iron Dom)-صاروخ Tamir، مشروع إسرائيلي نتاج تعاون شركتي IAI&Rafael (أقصى ارتفاع 10 كم/ أقصى مدى: 70 كم).
المنظومات الدفاعية التي تقوم بالتعامل مع أهداف قصيرة المدى:
سبايدر Spyder منظومة صاروخية إسرائيلية الصنع من شركة Rafael (بمدى 15 كم).
شعاع الحديد Iron Beam، وهي منظومة ليزرية إسرائيلية الصنع من شركة Rafael (بمدى 10 كم).
رشاشات أرضية Machbet تطوير إسرائيلي من شركة Rafael لمنظومة M163 الأمريكية من شركة General Dynamics (بمدى 2.5 كم).
رشاشات أرضية مدمج عليها رادار توجيه Sky Capture من شركة Rafael (بمدى 3 كم). ويتم تعزيز هذه المنظومات بواسطة منظومة Drone Dome من شركة Rafael المصممة لاكتشاف واعتراض المسيرات بواسطة التشويش الإلكتروني أو بواسطة القتل الصعب بالرشاشات أو الليزر.
ويشارك سلاح الجو الإسرائيلي في مهمات الدفاع الجوي من خلال:
طائرات إف16 أمريكية الصنع من شركة Lockheed Martin المطورة محليًا من تعاون 3 شركات Rafael&IAI&Elbiet تحت اسم “Barak”، وهي المقاتلة الأخف في سلاح الجو الإسرائيلي وتمتلك قدرات كبيرة للاشتباك الجوي من الرادار والتسليح.
طائرات إف 15 أمريكية الصنع من شركة MacDonnel Douglas المطورة محليًا من تعاون 3 شركات Rafael&IAI&Elbiet تحت اسم “Baz-AUP”، وهي النسخة الأخف من إف 15 للاشتباك الجوي بمحركات قوية ورادار بعيد وإمكانية حمل عدد كبير من الصواريخ.
طائرات إف 35 أمريكية الصنع من شركة Lockheed Martin وهي أفضل طائرات سلاح الجو الإسرائيلي بسبب امتلاكها منظومات رصد وكومبيوتر مهام ثوري وتصميم عصري قليل البصمة الرادارية من الجيل الخامس ولكن مع عدد محدود من التسليح.
طائرات الهليكوبتر المقاتل من طراز Apache AH-64 D ويتم عادة توجيهها لاعتراض المُسيّرات.
ويتضح مما سبق أن أهم الخصائص لهذه المنظومة الدفاعية الإسرائيلية:
اعتمد الجيش الإسرائيلي على تصميم شبكة دفاعية قد تبدو متكاملة مبنية على وجود تهديدات مختلفة الاتجاه والتأثير والمدى، بما يتناسب مع استراتيجية الجيش الإسرائيلي المعلنة في عام 2015 وتعريفها لفصائل المقاومة باعتبارها “العدو” والتهديد الرئيسي.
الاعتماد على أحدث التكنولوجيات العسكرية وتدعيمها بنظم قيادة وسيطرة بواسطة الذكاء الاصطناعي الذي تتم تغذيته بالمعلومات وتطويره باستمرار من خلال المهمات القتالية السابقة التي كانت على نطاق محدود وتندرج تحت بند المناوشات سواء كانت مهمات الاعتراض السابقة للاختراقات الجوية من سوريا ولبنان التي كانت تتم بواسطة الطائرات المقاتلة أو القاذفات، بجانب أيضًا الاختراق بواسطة المسيرات من لبنان وسوريا، وبالأخص بواسطة النوع الاستطلاعي لرصد القوات الإسرائيلية ومتابعة أنشطتها، بالإضافة إلى عمليات صد أنواع الصواريخ أرض/ أرض مختلفة الأنواع التي تطلق من سوريا ولبنان وقطاع غزة.
اعتمدت إسرائيل في التطوير الميداني لمنظومتها من خلال التدريبات الداخلية والخارجية ومتعددة الجنسيات التي تتم المشاركة بها، ويعتبر ذلك أهم العوامل التي تساعد القيادة الإسرائيلية لتدريب قادتها وأنظمتها على فهم المخاطر المختلفة ومن ثم العمل على صدها. حيث إنه عادة تعتمد التدريبات الداخلية على سيناريو قتالي واحد، وهو عملية دفاعية تتمثل في التعرض لهجوم متزامن من الصواريخ أرض/ أرض، وطيران معادٍ وتوجيه ضربة للقواعد الجوية الإسرائيلية. أما في حالة التدريبات متعددة الجنسيات تشارك العديد من أسلحة الجو الأجنبية، والذي يجمع ما بين الطائرات المقاتلة ذات التكتيكات الشرقية والغربية في سيناريوهات هجومية ودفاعية للوقوف على العديد من التكتيكات لتنفيذ المهمات نفسها.
ثانيًا- أداء الدفاع الجوي الإسرائيلي في الحرب مع إيران:
تعمل الشبكة الدفاعية الإسرائيلية خلال العمليات العسكرية الحالية بكامل قدرتها، مع تنفيذ خطط وتكتيكات دفاعية موسعة، تشمل انضمام مقاتلات سلاح الجو الأمريكي والإسرائيلي لتشكيل خطوط دفاعية متقدمة، مستغلة حرية الطيران في الجنوب السوري. ويشمل ذلك تعزيزًا أمريكيًا بأنظمة باتريوت، وTHAAD، ومنظومات SM العاملة على المدمرات الأمريكية المخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية، لتكوين غطاء دفاعي متكامل قادر على اعتراض الصواريخ داخل وخارج الغلاف الجوي.
منذ بدء التصعيد في 13 يونيو 2025 والإصابات الإيرانية، خضعت منظومة الدفاع الجوي متعددة الطبقات الإسرائيلية لاختبار حقيقي. اتسم الأداء العام بالفاعلية في الاعتراض ومحدودية المناورة نسبيًا؛ فقد أعلنت إسرائيل عن نسبة اعتراض تتجاوز 90% من التهديدات، شملت صواريخ باليستية، كروز، وطائرات بلا طيار، فهناك تقديرات تُشير إلى أن إيران أطلقت أكثر من 400 صاروخ باليستي وألف طائرة بدون طيار، وركز الدفاع الإسرائيلي على نشر البطاريات في المناطق السكنية الأكثر كثافة.
كانت منظومتا مقلاع داود والسهم 2و3، اللتان تعترضان الصواريخ الإيرانية من مدى متوسط أو مدى طويل (الباليستية) هما الأكثر حضورًا في هذه الحرب، واستطاعا منع تسلل عدد كبير منها إلى الأجواء الإسرائيلية.
لكن ظهرت بعض السلبيات ونقاط الضعف في منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي، أهمها:
بدأت أنظمة Arrow تتعرض لضغوط جراء الاستنزاف المتواصل للرؤوس الاعتراضية، أي أن إسرائيل تعاني من سرعة نفاد مخزون الرؤوس التقليدية، ولا سيما لأنظمة Arrow وTHAAD؛ وهو ما يزيد اعتمادها على الولايات المتحدة لتعبئة دفاعاتها لتغطية هذا النقص، وهذا يعني أن القدرة الصناعية والمخازن الواطئة تشكل قيدًا إذا استمر التصعيد لفترات طويلة. مما دفع القيادة الإسرائيلية إلى تعديل قواعد الاشتباك، وتحديد أولويات التعامل مع التهديدات بناءً على طبيعة المنطقة المستهدفة (ما إذا كانت مدنية أو عسكرية) وأهميتها.
رغم التعزيزات الأمريكية لمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي، انخفضت نسبة اعتراض الصواريخ الباليستية لتتراوح حاليًا بين 70-80%، بعد أن كانت تصل إلى 95% ضد صواريخ الفصائل الفلسطينية وحزب الله وحتى الحوثيين. ويعزى السبب الرئيسي لهذا الانخفاض إلى كثافة الهجمات الإيرانية، بالإضافة إلى تنوع الطرازات المستخدمة في نفس الهجمة. فعند تنفيذ رشقة صاروخية كبيرة العدد من طرازات مختلفة، تحتوي بعضها على صواريخ تعمل بالوقود الصلب، فرط صوتية، وقادرة على المناورة، ترتفع احتمالات اختراق الدفاع الجوي، بغض النظر عن جودة أو دقة هذه الصواريخ. فالصفة المشتركة بين المنظومات الدفاعية الإسرائيلية أنها مصممة لاعتراض أهداف مختلفة الأحجام والبصمات الحرارية والرادارية ولكن بسرعات متوسطة وعالية، ولكن ليست بسرعات قليلة جدًا بجانب ضعف قدرتها على صد هجمات الإغراق الصاروخي متعدد الاتجاهات.
كثافة الإطلاق للصواريخ يسبب الإرباك، فالمناورات الإيرانية باستخدام إطلاقات مكثفة (200+ صاروخ دفعة واحدة) حاولت إغراق المنظومة، وأدى ذلك إلى مرور بعض الصواريخ نحو أهداف هامة مدنية وعسكرية، مثل أهداف مثل مستشفى سورُوكا أو معهد وايزمان للعلوم ومقر قيادة رئيسي (Kiryat) وقاعدة Nevatim الجوية، حتى وإن تم إسقاط أغلبية الصواريخ أو حد من الأضرار التي كان يمكن أن تحدث. ولذلك يحاول سلاح الجو الإسرائيلي استخدام أسلوب “اعتراض الاحتياط للخصم” أو ما يعرف باسم Air Interdiction، حيث تحلق الطائرات في تشكيلات ضمن المجال الجوي الإيراني بحثًا عن بطاريات الصواريخ الباليستية الإيرانية، والقيام بمهمات Dynamic Targeting (DT) وTime-Sensitive Targeting (TST)، لتقليل القدرة الهجومية للجيش الإيراني والحرس الثوري، والحد من كثافة إطلاق الصواريخ.
لعبت الرؤوس الحربية دورًا مؤثرًا؛ فإذا كان الصاروخ يحتوي على مركبة انزلاقية (MRV) قادرة على المناورة خلال المرحلة النهائية من الهجوم، أو إذا كانت الرأس تحمل ذخائر صغيرة الحجم بشكل عنقودي، فإن ذلك يصعّب عملية الاعتراض بشكل كبير، أو قد يجعلها غير ممكنة في أغلب الأحيان.
الاعتماد شبه الكامل على الذكاء الاصطناعي قد ينعكس سلبًا على قدرة قادة العمليات للجيش الإسرائيليين على الارتجال في تقديم حلول ميدانية سريعة، وقد ظهر هذا عند استخدام إيران تكتيكًا مختلفًا عما يعلمه النظام، فظهر في شكل خلل في الاستخدام مثل إطلاق صواريخ دون وضوح الأهداف، أو إطلاق صواريخ من منظومة الدفاع فترتد على بطارياتها؛ إذ إن المنظومة قد أصابها تشتت الانتباه بواسطة المناورات والمناوشات الخداعية بواسطة منظومات مختلفة، وبسبب الهجوم المتعدد من مختلف الجهات والمنظومات
ارتفاع التكلفة المالية بسبب الإطلاق المستمر، وقد يتطلب اعتراض الهدف الواحد إطلاق أكثر من صاروخ، والجدول التالي يوضح هذه التكلفة ويظهر الفارق بين تكلفة إنتاج الصواريخ الإيرانية مقارنة بتكلفة اعتراضها إسرائيليًا.

ختامًا،
يتم اختبار الأداء الميداني لمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي في مواجهة الصواريخ الإيرانية اختبارًا حقيقيًا، فقد أثبتت المنظومة متعددة الطبقات فاعلية عالية في اعتراض نحو 90% من التهديدات، مما أسهم في حماية مدن ومرافق حيوية، وأعاد تأكيد أهمية التكامل بين الرادارات الأرضية والجوية وأنظمة الاعتراض. إلا أن التجربة كشفت في الوقت نفسه نقاط ضعف جوهرية، يتمثّل أبرزها في استنزاف المخزون من الرؤوس الاعتراضية سريعًا أمام موجات الإغراق الصاروخي، وتفاوت معدلات الاعتراض بين طبقات المنظومة تحت ضغط الكم والسرعة والقدرة على المناورة.
والسؤال الأهم: إلى أي مدى يمكن أن تغير الحرب الجارية التي بدأتها إسرائيل مع إيران من مبادئ العقيدة العسكرية الإسرائيلية ليس على مستوى الدفاع الجوي فقط، ولكن على مستوى مسارح العمليات جميعًا؟