مع اقتراب الانتخابات البرلمانية .. كيف تختار الأحزاب السياسية ممثليها في البرلمان ؟
أصبحت عملية إختيار ممثلي الأحزاب في البرلمان الشغل الشاغل في الشارع السياسي الآن، ومع اقتراب موعد إجراء الإنتخابات البرلمانية، إذ أن الأمر ليس مجرد إجراء تنظيمي، بل هو خطوة حاسمة تؤثر بشكل مباشر على أداء الحزب داخل البرلمان، ومدى قدرته على التشريع والرقابة وخدمة المواطنون، ولكن ما هي العوامل الأساسية التي على أساسها تنتقي الأحزاب ممثليها؟.
مؤهلات وخبرات سياسية
أكد حزب مستقبل وطن صاحب الأغلبية في البرلمان الحالي انه يعتمد في إختياره لممثليه في البرلمان بالإنتخابات المقبلة على مجموعة من الأسس والمعايير التي يتم تحديدها وفقًا لهيكل الحزب ونظامه الداخلي إذ أن هذه العملية تشتمل على عدة مراحل حسب تصريحات النائب عصام هلال أمين عام مساعد حزب مستقبل وطن لـ "نيوز رووم".
وقال هلال إنه يتم اختيار مرشحي الحزب من بين الأفراد الذين يتمتعون بالسمعة الطيبة، والقدرة على التواصل مع المجتمع المحلي، حيث إن الحزب يولي أهمية للمؤهلات والخبرات السياسية والاجتماعية للمرشحين كما يتم إجراء تقييم شامل لجميع المرشحين، يعتمد على التوازن بين الجنسين والفئات المختلفة.
وأضاف أن حزب مستقبل وطن غالبًا ما يحاول الحفاظ على التوازن بين الجنسين، بالإضافة إلى تضمين ممثلين عن الشباب والأشخاص ذوي الإعاقة في قائمته كما أن التقييم يتم وفقًا للكفاءة السياسية للمرشحين وقدرتهم على التأثير في المجتمع والبرلمان، مع التركيز على من لديهم تاريخ في العمل العام أو السياسي.
كما أن الاختيار يتم من خلال التشاور مع التنظيم الحزبي للحزب، حسب أمين عام مساعد الحزب، لضمان توافق إختيار المرشحين مع احتياجات المستويات الحزبيهة الأولى بالدوائر حيث يعتمد حزب مستقبل وطن في إختيار مرشحيه على مزيج من الخبرات السياسية والاجتماعية، ويهدف إلى تقديم مرشحين قادرين على تمثيل الحزب والمشاركة الفعالة في العمل التشريعي.
الأولوية للمرشحين من الوفد
أما عوامل الاختيار في حزب الوفد كانت مرهونة بتحديد النظام الانتخابي الذي سيحدده مجلس النواب في شهر مايو المقبل..
بحسب ما قال رئيس حزب الوفد الدكتورعبدالسند يمامة في تصريحات لـ "نيوز رووم"، لافتاً إلى أن المرشح لابد أن يكون ممثلا وينتمي لحزب الوفد والسيرة الذاتية الخاصة به فيها عطاء وانتماء للحزب وماذا سيقدم للحزب بعدما يتم انتخابه.
وأضاف “يمامة”: الأولوية للمرشحون من الوفد والباب مفتوح للقادمين من خارج الوفد، أيضا في حدود معينة للدعم المالي بشرط السيرة الذاتية الحسنة التي تليق بعراقة هذا الحزب، فخطوة اختيار ممثلي الحزب تعد من أهم الخطوات التي تحدد مدى نجاحه في العمل السياسي والتشريعي.
وتابع: تأتي الخبرة والكفاءة في مقدمة أي معايير إذ يجب أن يكون المرشح ملمًا بالقضايا التشريعية والسياسية، ولديه خبرة في العمل العام تمكنه من القيام بمهامه داخل البرلمان، كما أن الشعبية والقبول الجماهيري من العوامل الحاسمة، حيث يحرص الحزب على ترشيح شخصيات تحظى بتأييد واسع لضمان تحقيق النجاح الانتخابي.
التفاعل مع المواطنين
من جهته تحدث اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، عن المتطلبات الأساسية لأي مرشح، موضحًا أن القدرة على التواصل مع المواطنين والتعبير عن مشكلاتهم بفعالية من الأساسيات في أي مرشح، لأن الدور البرلماني لا يقتصر على التشريع فقط، بل يشمل أيضا خدمة المواطنين والتفاعل مع قضاياهم، مشددا على أن الالتزام ببرنامج الحزب يمثل عنصرًا محوريًا في عملية الاختيار.
وكما يكون الحزب مقتنعًا بالمرشح حتى يقدمه بالانتخابات لابد أيضا أن يكون المرشح مقتنعًا برؤية الحزب وسياساته وقادرًا على تنفيذ برنامجه الانتخابي حسبما أكد الدكتور رضا فرحات في تصريحاته لـ “نيوز رووم”.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن آليات اختيار المرشحين تختلف من حزب إلى آخر وفقا للوائحه الداخلية، فبعض الأحزاب تعتمد على الانتخابات الداخلية لاختيار مرشحيها، وهو ما يعزز الديمقراطية الحزبية، بينما تلجأ أحزاب أخرى إلى التعيين المباشر وفقا لتقدير قيادتها، خاصة في الدوائر التي تحتاج إلى شخصيات ذات خبرة معينة، كما تلعب التحالفات الحزبية دورا مهما في بعض الأحيان، حيث يتم التوافق بين الأحزاب المختلفة على توزيع المقاعد بما يخدم الأهداف المشتركة.
وفيما يخص التحديات التي تواجه الأحزاب خلال عملية اختيار مرشحيها، قال فرحات إنها تتمثل في تحقيق التوازن بين الكفاءات والشعبية، فقد يكون هناك مرشحون أكفاء لكنهم لا يحظون بشعبية كافية والعكس صحيح، وهو ما يفرض على الأحزاب دراسة قراراتها بعناية.
موعد الانتخابات البرلمانية
وأشار إلى تحدٍ آخر وهو التنسيق مع التحالفات السياسية حيث تتطلب بعض الدوائر الإنتخابية تعاونًا بين الأحزاب المختلفة، مما قد يفرض تقديم تنازلات في عملية الترشيح، إضافة إلى ضرورة ضمان تمثيل الفئات المختلفة داخل البرلمان، مثل الشباب والنساء وأصحاب الخبرات المتنوعة، لتحقيق التنوع المطلوب داخل المؤسسة التشريعية وبالتالي فإن نجاح الحزب في اختيار مرشحيه ينعكس على مستوى الثقة الشعبية به وقدرته على تحقيق أهدافه السياسية والمجتمعية.
موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، لم يتم كشف النقاب عنها حتى الآن، وعلى الرغم من نشر بعض الأخبار التى تُفيد بإجراء الانتخابات فى أغسطس المقبل، لمجلس الشيوخ، ونوفمبر لمجلس النواب، لكن المستشار حازم بدوى، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، نفي ذلك مؤكدا أن هذا الأمر حق اختصاص أصيل للهيئة كفله القانون.
