تقرير|هل تعيد التكنولوجيا المالية تشكيل الخدمات المصرفية بالبنوك المصرية ؟

يعد قطاع التكنولوجيا المالية من أبرز الملفات على رأس أولويات القطاع المصرفي المصري خلال الفترة الحالية، بهدف توسيع نطاق تقديم الخدمات والمنتجات المالية والمصرفية والتي ساعدت بشكل كبيرٍ في زيادة كفاءة الخدمات المالية وتوسيع انتشارها، وما  وهو ما أنعكس إيجابي على تعزيز الشمول المالي والتحول إلى مجتمع لانقدي في السوق المصرية.  

وخلال السنوات الماضية لعب البنك المركزي المصري دورًا بارزًا  في تعزيز التحول الرقمي والمدفوعات رقمية في السوق المصرفية المصرية، حيث أن استراتيجية المركزي ساهمت بشكل كبير في في بناء بنية تحتية قوية لقواعد التعاملات الرقمية، وما ترتب علية إيجايبًا  رفع نسبة الشمول المالي  بنسبة 181 % خلال 8 سنوات الماضية ، بجانب تحسين جودة الحياة لكافة أفراد المجتمع، فضلًا عن إدخال فئات جديدة من الأفراد (الشباب، النساء، ذوي الهمم) .

 كما ساعد استخدام التكنولوجيا المالية القطاع المصرفي المصري في استقطاب شريحة عريضة من العملاء الجدد، خاصة في الفئات الشبابية، وتقديم خدمات تلبي احتياجاتهم بفعالية. 

وفي تصريحات صحفية سابقة، قال إيهاب نصر وكيل محافظ مساعد بقطاع العمليات المصرفية ونظم الدفع بالبنك المركزي، إن المدفوعات الرقمية شهدت تطورات كبيرة بفضل تعاون الأطراف المعنية، من البنك المركزي إلى الجهات الحكومية والخاصة والبنوك.

بطاقات الدفع الإلكترونية تسجل 65 مليون و47 مليون محفظة هاتف محمول في مصر

وأوضح أن البنك المركزي بدأ منذ عام 2016 في بناء بنية تحتية قوية لقواعد التعاملات الرقمية، مما ساهم في رفع نسبة الشمول المالي من 27% إلى 71.5%، مع انتشار ما يقارب 65 مليون بطاقة دفع إلكترونية و47 مليون محفظة هاتف محمول. 

وأضاف أن شبكة المدفوعات اللحظية “انستا باي” أصبحت منظومة رائدة بفضل البنية التحتية المتقدمة وأنظمة التأمين المتطورة، إذ سجلت مليار حركة بقيمة 7 تريليونات جنيه في 2021، ومن المتوقع أن تصل إلى 6 مليارات حركة بقيمة 22 تريليون جنيه في 2024.

وأشار إن عدد نقاط البيع الإلكترونية في مصر شهد زيادة كبيرة، حيث وصل إلى 1.3 مليون نقطة بيع بنهاية سبتمبر 2024، مقارنة بـ 169 ألف نقطة بيع في 2021، متوقعًا أن عدد معاملات التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت يرتفع إلى أكثر من 260 مليون حركة بإجمالي 180 مليار جنيه بنهاية العام، بزيادة تتخطى 500%  لقيم المعاملات مقارنة بـ 29 مليار جنيه في 2021.

وأشار إلى  أن حسابات المحافظ الإلكترونية وصلت إلى أكثر من 47 مليون حساب خلال 2024، مقارنة بـ 25 مليون حساب في نهاية 2021، بمعدل نمو بلغ 88%. ، مضيفًا انه من المتوقع أن تصل قيمة المعاملات عبر المحافظ الإلكترونية إلى أكثر 1.7 تريليون جنيه بنهاية 2024، بزيادةقدرها 535% مقارنة بـ 268 مليار جنيه في 2021 و أن تصل عدد المعاملات عبر محافظ الهاتف المحمول إلى أكثر من 2.5 مليار معاملة خلال عام 2024، بزيادة 868% مقارنة بـ 258 مليون معاملة في 2021.

  وأشار «نصر»، إلى إطلاق خدمة «التحويل اللحظي» للمصريين بالخارج، التي تتيح إرسال الأموال إلى حسابات بنكية لاي بنك في مصر أو محافظ الهواتف المحمولة في مصر في أي وقت وبشكل فوري ولحظي.

وأوضح أن العملاء في الخارج سيتمكنون من تنفيذ عمليات التحويل عبر شركات تحويل الأموال بسهولة، إذ تصل المبالغ المحولة بالجنيه المصري مباشرة للمستفيدين في مصر.

وأضاف أن الخدمة الجديدة ستكون مجانية وسيتم تطبيقها بشكل تدريجي، مضيفًا أن البنوك ستبدأ قريبًا حملات توعية للمواطنين حول كيفية الاستفادة منها، مضيفا أن إجمالي تحويلات المصريين بالخارج بلغت 18.1 مليار دولار منذ بداية العام وحتى أغسطس 2024، في حين شهدت المنظومة المصرفية تنفيذ نحو 6 مليارات حركة إلكترونية بقيمة 22 تريليون جنيه خلال الفترة ذاتها.

وصرح بأن تطبيق «إنستاباي» الذي أطلق في مارس عام 2022، حقق نجاحًا كبيرًا في دعم التحول الرقمي والخدمات المصرفية في مصر، مضيفا أن عدد مستخدمي التطبيق وصل إلى 11.5 مليون عميل، مع تنفيذ 400 مليون معاملة بقيمة 800 مليار جنيه خلال العام الماضي.

وتوقع أن يشهد التطبيق قفزة كبيرة خلال العام 2024، حيث يُتوقع أن تصل قيمة المعاملات إلى 2.7 تريليون جنيه من خلال 1.5 مليار عملية.

وأشار إلى أن البنك المركزي يعمل باستمرار على تطوير أنظمة المدفوعات لتلبية احتياجات المواطنين داخل مصر وخارجها، ولفت إلى أن التحويلات المالية للعاملين بالخارج ستصبح أكثر سهولة وسرعة، حيث سيتمكن العملاء من إجراء التحويلات بشكل لحظي من الخارج إلى مصر.

واضاف أنه تأتي هذه الجهود في إطار استراتيجية البنك المركزي لتعزيز التحول الرقمي وتوفير حلول مصرفية مبتكرة تُسهم في تسهيل المعاملات المالية وزيادة الشمول المالي.

 ومن جهه أخرى قال مدير قطاع التكنولوجيا بأحد البنوك الحكومية أن القطاع المصرفي في مصر شهد تحولًا رقميًا بالغ الأهمية خلال السنوات الأخيرة، جاء لخدمة المواطن وتعزيز كفاءة المعاملات المالية، مدعومًا ببنية تحتية قوية وضعها المركزي لتكون حجر الأساس لهذه الطفرة النوعية.

وأوضح رئيس قطاع التكنولوجيا أن منصة “إنستا باي” سجلت معاملات مالية بقيمة 1.2 تريليون جنيه بنهاية يونيو الماضي، موضحًا أن قيمة التعاملات عبر خدمات الإنترنت البنكي ارتفعت إلى 7.5 تريليون جنيه خلال الفترة ذاتها.

وأضاف أن النمو اللافت في استخدام البطاقات المصرفية، حيث بلغ عددها الإجمالي 67 مليون بطاقة، منها 40 مليون بطاقة “ميزة”، إضافة إلى 45 مليون محفظة هاتف محمول، مما يعكس اتساع نطاق الاعتماد على الوسائل الرقمية في المعاملات اليومية.

وأشار إلى البنك المركزي إطلق المنصة الوطنية لترميز البطاقات، والتي عُرضت مؤخرًا على رئيس الوزراء. ومن المتوقع أن يتم تطبيقها في السوق المصري خلال الأشهر المقبلة، بما يتيح استخدام تطبيقات عالمية مثل “سامسونج باي” و”أبل باي”، مما يمثل نقلة نوعية في تقديم حلول الدفع الإلكتروني.

ولفت إلى أن نسبة الشمول المالي ارتفعت إلى 71.5% حتى يونيو الماضي، بزيادة بلغت 181% مقارنة بعام 2016، مشيرًا إلى أن الجهود المستمرة للبنك المركزي أسهمت في إتاحة المنتجات المصرفية لملايين المواطنين.

 وعلى الجانب الأخر قال ماجد فهمي، الخبير المصرفي إن  استراتيجية البنوك تركز على على تعزيز التعاون مع شركات التكنولوجيا المالية  خلال السنوات الخمس الأخيرة تقديم خدمات مبتكرة والوصول إلى شرائح جديدة من العملاء.

شركات التكنولوجيا المالية

 وأوضح «فهمي» أن التعاون مع شركات التكنولوجيا المالية على رأس أولويات خطط البنك، مضيفًا أنه على سبيل المثال أن التعاون مع شركة “تلدا” يعد مثالًا ناجحًا على هذا التوجه. 

وأضاف أن استخدام التكنولوجيا المالية مكّن البنك من الوصول إلى عملاء جدد، خاصة في الفئات الشبابية، وتقديم خدمات تلبي احتياجاتهم بفعالية، مما يعزز دور البنك كأحد رواد التحول الرقمي في القطاع المصرفي المصري.

وأشار إلى أن البنوك وضعت خطة استراتيجية طموح تهدف إلى توفير الخدمات المالية لكافة فئات المجتمع دون استثناء مشيرة  إلى أهمية تمثيل ذوي الهمم ضمن فريق العمل بالجهاز المصرفي، سواء في الفروع أو العمليات المركزية، لضمان فهم أعمق لاحتياجاتهم وتقديم خدمات متميزة لهم.

وأكد على أن هناك مجموعة من المبادرات التكنولوجية التي تم إطلاقها لتسهيل دمج ذوي الهمم في النظام المالي، مثل ماكينات الصراف الآلي التي تم تصميمها خصيصًا لدعم القراءة بطريقة برايل وتوفير تجربة استخدام آمنة وسهلة.

وتابع أن البنوك تقوم بشكل مستمر إلى تسهيل فتح الحسابات المصرفية للشباب عبر تطبيق البنك، مما يتيح لهم إجراء المعاملات دون الحاجة للذهاب إلى الفروع.