بحضور العائلة والأصدقاء..عزاء الدكتور ماجد فرج مؤرخ الأسرة العلوية

في أجواء تسودها مشاعر الحزن والتقدير، أقيم عزاء الدكتور ماجد فرج، المؤرخ والمفكر المصري المعروف، والمتحدث الرسمي الأسبق باسم الملك أحمد فؤاد الثاني، بحضور عدد من الشخصيات العامة والمثقفين وأفراد أسرته وأصدقائه المقربين. وجاء العزاء بمثابة احتفاء بحياة رجل كرس سنواته لخدمة التاريخ والثقافة، قبل أن يرحل بعد صراع طويل مع المرض.
صفحة الملك فؤاد الثاني تنعاه بكلمات مؤثرة
نعت الصفحة الرسمية للملك أحمد فؤاد الثاني المؤرخ الراحل بكلمات بالغة التأثر، جاء فيها:
“كان ماجد فرج رجلًا نبيلًا بحق، باشا بأسمى معاني الكلمة… ترك أثرًا لا يُمحى في نفس كل من عرفه… علمه وشغفه بالتاريخ سيظلان مصدر إلهام للأجيال القادمة”.
وتقدمت الصفحة بالتعازي إلى زوجته السيدة آسي فرج، وابنيه محمد علي وفريدة، مؤكدة أن ذكراه ستظل حيّة في وجدان الأسرة الملكية ومحبيه.
إرث ثقافي وفكري ثري

يعد الدكتور ماجد فرج من أبرز وجوه الثقافة المصرية الحديثة، خاصة في مجال توثيق الحقبة الملكية وتاريخ أسرة محمد علي.
وألف فرج عدة كتب ومقالات ومحاضرات تناولت التاريخ المصري من منظور علمي رصين، بعيدًا عن المبالغات الدرامية، ما جعله مرجعًا للباحثين والمهتمين بالتاريخ.
كما كان فرج يعد من المدافعين عن استعادة الاعتبار للتاريخ الملكي، وهو ما قرّبه من الدوائر الثقافية والملكية على حد سواء.
انتماؤه السياسي وزيارته المثيرة للجدل إلى تل أبيب
عرف عن الدكتور ماجد فرج انتماؤه لـحزب الوفد منذ عام 2010، كما صرح في لقاءات عدة بأنه يعتبر نفسه من تلامذة المخرج الراحل شادي عبد السلام، الذي كان له تأثير كبير في تشكيل وعيه التاريخي.
ورغم مسيرته المرموقة، أثارت زيارته الخاصة إلى تل أبيب جدلًا واسعًا، بعد أن كشفت الإذاعة الإسرائيلية عن لقائه بمثقفين وأكاديميين إسرائيليين. وأكد فرج حينها أنه يأمل في “بداية مرحلة جديدة للعلاقات المصرية الإسرائيلية”، ما عرضه لانتقادات في بعض الأوساط الثقافية.
رفضه التمييز الثقافي والرياضي ضد الروس
في آخر منشور له على فيسبوك، أعرب الدكتور فرج عن رفضه لما وصفه بـ”التمييز الثقافي والرياضي ضد الروس” على خلفية الأزمة الروسية الأوكرانية، مؤكدًا أن منع الفنانين والرياضيين الروس من الفعاليات الدولية هو “جريمة في حق الفن والإنسانية”، بحسب تعبيره.
ماجد فرج والدراما التاريخية
اشتهر الدكتور ماجد فرج بتحليلاته الناقدة للأعمال الدرامية التاريخية، لا سيما المسلسل المصري “سرايا عابدين”، الذي قال إنه مليء بـ”الأخطاء التاريخية الفادحة”، من أبرزها الزعم بأن الخديوي إسماعيل قتل شقيقه، وهو ما نفاه علميًا. وقد أثارت تصريحاته تلك جدلًا واسعًا وأكدت مكانته كمرجع موثوق في التاريخ الحديث.