عاجل

من الحب ما خنق.. أم تقتل ابنتها لعلاقتها بابن عمها بكفر الشيخ

المجنى عليها
المجنى عليها

عندما تنخرط الفتيات قليلات الخبرة والتجربة في علاقة غير محسوبة العواقب، دون ضابط أو رابط، ويهتف لهن الشيطان بداخلهن أن يستجبن لرغباتهن، حتى لو كانت شريرة ومدمرة، دون النظر إلى أي اعتبارات دينية أو عائلية أو أخلاقية، تكون العواقب والنتائج وخيمة، والثمار بطعم العلقم، والنهايات مرة وحزينة.

قرار مميت

فلم تتحمل الأم، التي كرست حياتها لتربية ابنها وابنتها بعد وفاة زوجها، أن ترى ثمرة حياتها يتناقل الناس سيرتها، بعد أن انتشرت رائحة هذه العلاقة بين ابنتها وابن عمها، فكان الدواء المر الذي اختارته الأم للتخلص مما يلاحق سمعة ابنتها، بأن تتخلص منها للأبد.

تضحية الام 

الأم كرست حياتها لتربية ابنتها وشقيقها. هذا ما حدث بالضبط في قرية سنديون التابعة لمركز فوه بمحافظة كفر الشيخ، وجعل الناس يتباكون على إهدار القيم العفيفة، ويترحمون على زمن الوفاء بين أبناء الأسرة والعائلة الواحدة، واستعداد أولاد العم لدفع حياتهم ثمنًا للحفاظ على شرف بنات العائلة، بل والاستعداد للموت في سبيل الحفاظ على هذا الشرف، وليس تدنيسه.

فتاة ضحية

كانت الفتاة الصغيرة دعاء، التي تبلغ من العمر 17 عامًا، تقيم مع أسرتها المكونة من والدتها، التي تتمتع بسمعة طيبة، وشقيقها الطالب، الذي يبلغ من العمر 16 عامًا. وكانت حياة هذه الأسرة هانئة هادئة حتى وقت قريب، حيث كانت تمضي حياتهم بسلاسة ورضا وسعادة. لكن الفتاة الصغيرة قد عبث الشيطان بعقلها وقلبها، فجرّها إلى طريق الحب والعشق مع ابن عمها، وكان دائم التردد عليهم، ولا يمكن لأحد أن يشك أبدًا في سلوكه، كونه ابن عم هذه الفتاة الصغيرة وأحد أفراد العائلة.

بداية السقوط

وقد سعت هذه الفتاة إلى التقرب من ابن عمها الشاب اليافع، وكان هو أيضًا يسعى إلى ذلك بكل قوة، حتى نشأت حالة حب كبيرة بينهما، تحولت إلى حالة عشق وهيام، تطورت مع مرور الأيام، حتى فاحت رائحتها، وكانت الأم آخر من يعلم بها. مما أدى إلى إصابتها بحالة من الجنون، وقامت بالتعدي على ابنتها بالضرب المبرح أكثر من مرة، وحاولت مرارًا وتكرارًا إنهاء هذه العلاقة، وإقناع ابنتها بإنهائها، بالإقناع تارة، والتهديد والترهيب تارة أخرى، والضرب والعقاب تارة ثالثة، ومنعها من الخروج، وحبسها بالمنزل لأيام طويلة.

إصرار على العلاقة

ولكن هيهات هيهات، فقد تمكن الشيطان من عقل وقلب الفتاة الصغيرة، وحاولت الهروب مع ابن عمها، وكانت في كل مرة تعاقبها فيها والدتها على هذه العلاقة، تزداد إصرارًا على علاقتها معه، حتى وصلت الأم إلى حالة من اليأس، والتفكير في الخلاص من ابنتها إلى الأبد، لوضع حد لمشاكلها معها هي وشقيقها، بسبب هذه العلاقة التي فاحت رائحتها بين أبناء القرية، خاصة بعد أن تأكدت الأم أن الابنة تخطط للهروب من المنزل.

لحظة الخطر

فقررت منعها من استخدام الهاتف المحمول، أو الخروج من المنزل، لكنها لم تنصاع لحديثها، أو تعُد إلى رشدها. وبلغ الضيق بالأم مبلغه، ومعها نجلها الشاب، من تصرفات هذه الابنة الطائشة، فقررت الأم الخلاص منها إلى الأبد، وذلك لوضع حد لهذه الشائعات التي انتشرت عن ابنتها بين أبناء القرية، وهم في مجتمع ريفي يعرف الأهالي بعضهم. فأقدمت على خنقها بالإيشارب الذي كانت ترتديه، بعد نشوب مشادة كلامية بينهما، وكانتا بمفردهما في المنزل.

تنفيذ الجريمة

تحولت المشادة إلى مشاجرة بالأيدي بينهما، قامت خلالها الأم بخنق ابنتها، وتركتها ملقاة على أرضية حجرة النوم، حتى عاد الابن الشاب من الخارج، فوجد شقيقته جثة هامدة على الأرض. وعندما استفسر من والدته عما حدث لها، أبلغته أنها خلصته من أفعالها وفضائحها إلى الأبد.

كشف الجريمة

وتلقى اللواء إيهاب عطية، مساعد وزير الداخلية مدير أمن كفر الشيخ، إخطارًا من العقيد عمر البحيري، مأمور مركز شرطة فوه، بورود بلاغ من مفتشة الصحة الدكتورة تسنيم مكي، يُشير إلى وجود شبهة جنائية في وفاة فتاة طالبة بدبلوم التجارة، بعد ملاحظتها آثار خنق حول الرقبة. ومن خلال فريق بحث بإشراف اللواء خيري نصار، مدير المباحث الجنائية بكفر الشيخ، تم البدء في التحري.

التحقيق والتحريات

وقد انتقل بالفعل فريق من المباحث الجنائية، بقيادة العقيد محمد عبد العزيز، رئيس فرع البحث الجنائي بغرب كفر الشيخ، والمقدم أحمد مطاوع، رئيس مباحث مركز فوه، إلى مكان الواقعة. وتبين من الفحص الميداني ومناظرة جثة الفتاة المجني عليها، وجود آثار خنق واضحة، وكانت الفتاة ترتدي كامل ملابسها، وهي نائمة على سرير غرفة النوم.

اعتراف الأم 

وادعت الأم أن ابنتها قد فارقت الحياة خلال نومها، إلا أن ارتباكها الواضح خلال سماع أقوالها، ووجود كدمة أسفل عينها اليسرى، أثار الشكوك حول واقعة وفاة الفتاة. كما ظهر على شقيق المجني عليها علامات التوتر والقلق، وتم تضييق الخناق عليه، حتى انهار واعترف بأن والدته هي من ارتكبت جريمة قتل شقيقته، وكانا بمفردهما داخل المنزل.

نهاية مأساوية

وأضاف شقيق المجني عليها في أقواله، إنه عاد إلى المنزل، فوجد شقيقته ملقاة على الأرض داخل غرفة النوم، ولما سأل والدته ماذا حدث لها، ردت عليه: "ريحتك من مصايبها إلى الأبد". ثم طلبت منه مساعدتها في إخفاء الأمر والتستر على جريمتها.

اعتراف الأم

وبمواجهة الأم بأقوال ابنها، انهارت واعترفت بجريمتها كاملة، مضيفة أن خلافًا حادًا قد نشب بينها وبين ابنتها، التي أرادت الهروب مع ابن عمها بسبب علاقة عاطفية نشأت بينهما. فحاولت منعها، لكن الفتاة تعدت عليها بالضرب في محاولة منها للهروب، مما دفعها إلى إنهاء حياتها باستخدام إيشارب كانت ابنتها ترتديه، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ثم بدلت ملابس الخروج التي كانت ترتديها بملابس النوم، لإيهام المحيطين بأنها رحلت خلال نومها.

تم نسخ الرابط