عاجل

الوطن لا يستبدل، ولا يباع، ولا يشتري. وبعيدًا عن الفلسفة أوالعبارات المنمقة، لخص تعليقٌ لأحد رواد السوشيال ميديا على الضربات الإيرانية التي دكت الأراضي المحتلة هذا المعنى بقوله: «بالراحة على الأرض علشان مش بتاعتهم».
كلمات قليلات، أوضحت بعمق الفرق بين الوطن والاستيطان.. فالوطن غزة وأهلها الأبرار الذين صبروا، ورفضوا الرحيل أو التهجير إلى أراضٍ بها من الرفاهية والأمان ما يغري أي شخص يعاني مثل ظروفهم. 
ولكنهم اختاروا البقاء وارتضوا العيش بين ركام منازلهم، وصبروا على أسوأ ظروف معيشية يمكن أن يواجهها إنسان، بشهادة عين كاميرا لا تكذب، وبتأكيد من منظمات حقوقية عالمية، ليضربوا المثل الأعظم في التضحية والفداء. 
نعم أُولئِكَ هم الأبطال، الذين ضحوا بأكثر من 60 ألف شهيد - أكثرهم من الأطفال والنساء!  أمام عيون عالمٍ أعمى وأصم، يؤمن بحق القوة، ولا يعرف عن قوة الحق شيئًا، ولا يرى سوى مصالحه، حتى لو كانت مع كيان مجرم محتل. 
 

أزمة مواجة المجاعة 

 


وتشير  تقارير إعلامية الي أن 91% من سكان قطاع غزة، أي ما يعادل 1.95 مليون شخص، يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي المصنفة ضمن المرحلة الثالثة (أزمة) أو أعلى، من تصنيف حالة الأمن الغذائي.  
وأشارت تقارير «اليونيسف» إلى أن أكثر من مليون طفل في قطاع غزة بحاجة إلى دعم نفسي واجتماعي، وأن أكثر من 60 ألف طفل يحتاجون علاجًا من سوء التغذية الحاد خلال عام 2025، إضافة إلى أكثر من 16 ألف امرأة حامل ومرضعة بحاجة إلى نفس الدعم، وفقًا لبيانات مجموعة التغذية.
أما على مسرح «الاستيطان» فيختلف المشهد ويتجسد الخوف والهلع والجبن في أبشع صوره، وهو أمر منطقي لأن المستوطنين ليسوا أهل الأرض ويطاردهم الشعور بأنهم مجرمون، مغتصبون لأرض غيرهم، فالباطل أمام الحق حتما إلى زوال. 
وتجسدت مشاهد الفزع بأن إسرائيل تمنع المستوطنين من السفر، مخافة أن تكون الرحلة هروب بلا عودة كما أنها تخشي انهيار حلم  «بن جوريون» الذي كان يأمل بأن يعيش 10 مليون يهودي في وطن واحد بعد مائة عام على تأسيس الكيان المحتل. 


الكيان والهروب الكبير 

 


ولذا أغلق الكيان المجرم كافة منافذ السفر به من مطارات وموانئ والسبب الحقيقي ليس كما هو معلن بأن ذلك تحسبًا لضربات ايران التي أصابت كيانهم المحتل وإنما خوفًا من الهروب الكبير من المستوطنات لأنه ببساطة الأرض المحتلة لم ولن تكون لهم وطنًا.   
صحيفة "كالكاليست" العبرية قالت في تقرير حديث لها إن "هيئة التعويضات" التابعة لسلطة الضرائب الإسرائيلية تلقت 30,735 مطالبة بتعويض منذ بداية العدوان على إيران، وهو رقم صادم بالنظر إلى قصر مدة الحرب!
ويُظهر التقرير أن حوالي 5 آلاف مطالبة تم تقديمها في آخر 24 ساعة فقط، مما يعكس تصاعد وتيرة الهلع والخراب في الكيان الصهيوني المجرم. 

 
البقاء لصاحب الأرض


وفي خطوة طارئة، قررت حكومة الاحتلال بحسب ما نقلت "كالكاليست"، تمديد فترة الإقامة في الفنادق للنازحين من أسبوع إلى 14 يومًا في محاولة منها لتدارك أزمة الهروب الجماعي الكبير للمستوطنين، والذين تحايل الآلاف منهم على الأمر بالهروب عبر منافذ برية حدودية بطرق غير شرعية وبمبالغ تجاوزت 20 ألف دولار للفرد الواحد، ليؤكد التاريخ أن صاحب الأرض يعيش آمنًا ولو بين ركام وطن، وأن المستوطن المغتصب المجرم لن يهنا بلحظة أمن أو أمان ولو كان متكئًا على ترسانة من أحدث وأقوى الأسلحة.

 

تم نسخ الرابط