هل الأكل أو الشرب ناسيًا يُفسد الصيام؟.. دار الإفتاء تُجيب

أكدت دار الإفتاء المصرية أن من أكل أو شرب ناسيًا أثناء الصيام لا يفسد صومه، سواء كان في صيام رمضان "الفرض" أو صيام التطوع، وعليه أن يُكمل صيامه دون قضاء أو كفارة. واستندت في هذا الحكم إلى ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الشريف: «مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ؛ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ» متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
حكم الأكل أو الشرب ناسيًا في رمضان وصيام التطوع
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن هذا الحكم يشمل جميع أنواع الصيام، سواء كان صيامًا واجبًا كصيام شهر رمضان أو قضاءً أو نذرًا، أو صيام التطوع مثل صيام الأيام البيض ويومي الاثنين والخميس. وشددت على أن نسيان الصائم لا يؤثر على صحة صيامه؛ لأن الشريعة الإسلامية تراعي رفع الحرج والتيسير على المسلمين.
وقد أيد هذا الحكم جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة “الحنفية، الشافعية، والحنابلة”، مستندين إلى رواية أخرى تؤكد عدم وجوب القضاء أو الكفارة على من أفطر ناسيًا، وهي ما جاء في رواية الطبراني في "الأوسط"، والدارقطني والحاكم والبيهقي: «مَنْ أَفْطَرَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ نَاسِيًا فَلا قَضَاءَ عَلَيْهِ وَلَا كَفَّارَةَ».
رأي الإمام مالك في الأكل أو الشرب ناسيًا أثناء الصيام
على الرغم من اتفاق جمهور العلماء على عدم فساد الصوم بالنسيان، إلا أن الإمام مالك كان له رأي مخالف في مسألة الأكل أو الشرب ناسيًا في صيام رمضان، إذ يرى أنه يُوجب القضاء لكنه لا يُوجب الكفارة. أما في صيام التطوع، فهو متفق مع الجمهور في عدم فساد الصوم.
حكمة الشريعة من التخفيف في حالة النسيان
بيّنت دار الإفتاء أن هذا التخفيف من رحمة الله بعباده، حيث رفع عنهم المؤاخذة فيما لا يقصدونه عمدًا. والنسيان ليس فيه إرادة حقيقية للإفطار، لذلك اعتبر الشرع أن الله هو من أطعم الصائم وسقاه دون أن يكون عليه وزر.
ماذا يفعل من أكل أو شرب ناسيًا في الصيام؟
-لا شيء عليه: يكمل صيامه ولا يلزمه القضاء ولا الكفارة.
-ينبغي تذكيره بلطف: إذا رأى أحدٌ صائمًا يأكل أو يشرب ناسيًا، يستحب تذكيره لأن ذلك من الأمر بالمعروف.
أكدت دار الإفتاء المصرية أن الأكل أو الشرب ناسيًا لا يُفسد الصيام، سواء كان الصوم فرضًا أو تطوعًا، ولا يلزمه القضاء ولا الكفارة، وذلك وفقًا لما ذهب إليه جمهور الفقهاء واستنادًا إلى الأحاديث الصحيحة التي ترفع الحرج عن المسلمين في حالة النسيان.