بعد تصريحات ترامب.. هل كانت الولايات المتحدة وراء تمويل مشروع سد النهضة؟
أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن تمويل سد النهضة الإثيوبي، جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، ما دفع العديد من المراقبين إلى التشكيك في دوافعها وتداعياتها المحتملة على العلاقات الدولية، خاصة في ظل التوتر المستمر بين مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى.
ترامب يدعي تمويلًا أمريكيًا للسد... لكن هل هي حقيقة؟
خلال تغريدة له على منصة التواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، قال ترامب: "لقد مولنا سد النهضة بشكل غبي"، ما أثار تساؤلات كبيرة حول صحة هذا الادعاء، خاصة وأن مصادر رسمية لم تقدم أدلة قاطعة على تمويل أمريكي مباشر للمشروع الإثيوبي. تصريحات ترامب تزامنت مع تصريحات سابقة له بشأن تعليق بعض المساعدات الأمريكية لإثيوبيا في عام 2020، وهي التي قوبلت بانتقادات واسعة.
خبراء يشككون في تصريحات ترامب
في تعليق له على هذه التصريحات، أكد الدكتور عبد المنعم سعيد، المحلل السياسي، أن "لا يوجد أي دليل موثق يثبت أن الولايات المتحدة قدمت تمويلًا مباشرًا لبناء سد النهضة". وأضاف أن دعم أمريكا للموضوع كان يتضمن أدوات ضغط سياسي ولم يكن تمويلًا مباشرًا، كما أوضح أن التمويل الأساسي للمشروع جاء من شركات دولية مثل البنوك الصينية وشركة إيطالية مختصة في بناء التوربينات والمعدات الكهربائية.
ترامب يلمح إلى السعي نحو جائزة نوبل للسلام
من جهة أخرى، ربط العديد من الخبراء تصريحات "ترامب" بمحاولة تعزيز صورته الدولية، وسط التكهنات حول سعيه المحتمل لنيل جائزة نوبل للسلام، خاصة في أعقاب دوره في التوسط بين الدول الإفريقية مثل الكونغو ورواندا، وهو ما أشار إليه في تصريحاته الأخيرة.
"مراقبون: تصريحات ترامب قد تكون محاولة لإعادة تموضع سياسي في منطقة حساسة"
كما رأى بعض المراقبين أن توقيت تصريحات ترامب قد يكون مرتبطًا بمحاولة إعادة تموضع سياسي أو إرسال رسائل مبطنة إلى أطراف إقليمية، في وقت حساس بالنسبة للعلاقات بين الولايات المتحدة والدول الإفريقية، بما في ذلك إثيوبيا.
"السؤال يبقى: هل تمويل سد النهضة كان حقًا من الولايات المتحدة؟"
في النهاية، تبقى التساؤلات حول حقيقة ما ذكره ترامب قائمة، وسط غياب أي إثباتات رسمية تدعم مزاعمه. ما يعكس حالة من الغموض حول الدور الأمريكي في هذا المشروع، رغم أن الوثائق الرسمية تشير إلى تمويلات دولية مختلفة.
