خبير استراتيجي: تصعيد إيران وإسرائيل ينذر بصراع إقليمي شامل Iفيديو

حذر العميد الدكتور طارق العكاري، المتخصص في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية، من خطورة التصعيد المستمر بين إيران وإسرائيل، مؤكداً أن هذا النزاع لم يكن مفاجئًا، بل يمثل تطورًا متوقعًا منذ بداية اندلاع التوترات في المنطقة، خاصة منذ السابع من أكتوبر.
وأوضح طارق العكاري أن هذا الصراع قد يخرج عن نطاق السيطرة ليأخذ طابعًا إقليميًا ودوليًا معقدًا، خصوصًا مع دخول أطراف فاعلة أخرى على خط المواجهة.
تحذير مبكر إلى صراع مفتوح
وخلال مداخلة تلفزيونية مع الإعلامية أمل الحناوي في برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» على قناة القاهرة الإخبارية، شدد طارق العكاري على أنه حذر مبكرًا من تحول التوترات الحالية إلى صراع مفتوح في الشرق الأوسط، قد يمتد ليشمل أطرافًا متعددة تتنافس على النفوذ والمصالح الاستراتيجية.
وأشار طارق العكاري إلى أن وتيرة التصعيد الحالية خطيرة للغاية، سواء بسبب الضربات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف منشآت إيرانية أو بسبب الصواريخ الباليستية الإيرانية الموجهة نحو الأراضي الإسرائيلية، الأمر الذي يزيد من هشاشة الوضع الأمني في المنطقة.
دعم حاسم لإسرائيل
أوضح طارق العكاري أن إسرائيل، رغم امتلاكها قدرات عسكرية نوعية، لا تمتلك عمقًا استراتيجيًا أو كثافة سكانية كافية تؤهلها لتكون قوة إقليمية تقليدية مستقلة.
وأكد طارق العكاري أن القدرة الإسرائيلية في إدارة هذا النزاع تعتمد إلى حد كبير على الدعم الأمريكي المباشر، سواء على المستوى العسكري أو الاستخباراتي أو اللوجستي، مضيفًا: "دون الغطاء الأمريكي، من المستبعد أن تنجح إسرائيل في تحقيق نصر حاسم في مواجهة شاملة مع إيران".
إيران قد تلجأ لردود انتقامية
حذر طارق العكاري من أن إيران قد تضطر إلى تنفيذ ردود انتقامية قوية، تشمل ضرب قواعد عسكرية أمريكية في المنطقة أو تعطيل حركة الملاحة في مضيقي هرمز وباب المندب، وذلك بهدف إثبات قوتها أمام الرأي العام الداخلي، والحفاظ على صورتها كقوة إقليمية لا ترضخ بسهولة للضغوط.
وأوضح طارق العكاري أن مثل هذه الخطوات من شأنها رفع مستوى التوتر إلى مرحلة جديدة قد يصعب احتواؤها، خاصة إذا ما اقترنت بتصعيد إضافي في الملف النووي الإيراني أو تدخل مباشر من الولايات المتحدة.
الموقف الصيني
كما أشار طارق العكاري إلى ضرورة متابعة الموقف الصيني عن كثب، لافتًا إلى أن الصين تعتمد بشكل كبير على واردات النفط الإيراني، ولا يمكن أن تقف موقف الحياد التام في حال تهديد مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية في الخليج.
وأكد طارق العكاري أن بكين من المرجح أن تمارس ضغوطًا دبلوماسية على الأطراف المتصارعة، في محاولة لتفادي سيناريوهات قد تؤدي إلى زعزعة استقرار منطقة تُعد محورية في مشروعها الاقتصادي العالمي، خاصة في إطار "مبادرة الحزام والطريق".

شفا انفجار إقليمي
اختتم طارق العكاري تصريحاته بالتأكيد على أن منطقة الشرق الأوسط تمر بلحظة حاسمة تتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا، محذرًا من أن تجاهل المؤشرات الحالية قد يؤدي إلى اندلاع صراع طويل الأمد ستكون له تأثيرات مباشرة على الاقتصاد والأمن العالميين.