ولا الأفلام بعد 31عام..رسالة بحر في زجاجة تعود بالرد لصاحبتها

في مشهد يبدو وكأنه مقتبس من فيلم سينمائي، تلقّت امرأة اسكوتلندية رداً على رسالة ،تبلغ من العمر 42 عامًا ،بطاقة بريدية من شابة ألمانية تعيش في النرويج، كانت قد وضعتها في زجاجة وألقتها في البحر عندما كانت طفلة عمرها 12 عامًا، القصة الحقيقية التي بدأت كمشروع مدرسي في التسعينيات، تحوّلت إلى لحظة مؤثرة تكشف كيف يمكن للزمن والمسافات ألا تمنع القلوب من التواصل.
من مشروع مدرسي إلى رحلة بحرية طويلة
وفي تقرير لشبكة “BBC" نشرته حديثا أنه في عام 1994، كتبت "ألينا ستيفن" – التي كانت تبلغ آنذاك 12 عامًا – رسالة بخط يدها وضعتها داخل زجاجة "موراي كاب"، وهو مشروب غازي محلي في اسكتلندا، ثم سلّمتها لزوج معلمتها الذي ألقى بالزجاجة في منتصف البحر أثناء عمله كصياد.
في رسالتها، طلبت ألينا من من يعثر على الزجاجة أن يرسل لها اسمه وهواياته ومعلومات عن المكان الذي وُجدت فيه الرسالة. ووقّعت الرسالة ببراءة الأطفال:
"أنا ألينا من اسكتلندا، أكتب هذه الرسالة كمشروع عن المياه."

اكتشاف مفاجئ على جزيرة نرويجية
وبعد مرور 31 عامًا، كانت "بيا برودتمان"، متطوعة ألمانية في تنظيف الشواطئ، تقوم بعملها التطوعي في جزيرة "ليشيليويا" الصغيرة قرب منطقة "فيغا" في النرويج، عندما عثرت على الزجاجة.
أرسلت بيا بطاقة بريدية لألينا، قالت فيها:
"وجدت رسالتك اليوم خلال حملة تنظيف في الجزيرة. أنا أعيش على متن قارب شراعي وأحب تسلق الصخور والإبحار!"

وأضافت أن الزجاجة كانت في حالة مدهشة رغم كل هذه السنوات، وأرفقت صورًا للمنطقة والقاربين المستخدمين في الحملة.
ألينا: "لم أصدق أن الرسالة ما زالت مقروءة!"
تعيش ألينا اليوم في نفس المنزل الذي كانت تسكن فيه كطفلة، وقد تفاجأت تمامًا حين وصلت البطاقة البريدية باسمها.
تقول:
"لم أصدق أن الرسالة لا تزال مقروءة وواضحة بعد مرور كل هذه السنوات!"
وأضافت أنها لم تتذكر تفاصيل كتابتها، لكنها تتذكر تمامًا أنها استخدمت زجاجة "موراي كاب"، وأن زوج المعلمة ألقاها في البحر ضمن مشروع مدرسي.

من رسائل البحار إلى صداقة عبر الحدود
بعد تلقي البطاقة، سارعت ألينا للبحث عن بيا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتمكنت بالفعل من التواصل معها وتبادل الصور والذكريات، وأشارت إلى أن العلاقة بينهما تطورت سريعًا، وهما الآن على تواصل دائم.
"من المدهش أن شيئًا بسيطًا مثل رسالة في زجاجة، يمكن أن يصنع لحظة إنسانية دافئة بعد كل هذا الوقت."

