رغم تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.. لماذا انخفضت أسعار الذهب عالميًا؟

في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط تصاعدًا في العمليات العسكرية، وهو ما يُفترض أن يدفع أسعار الذهب للارتفاع باعتباره ملاذًا آمنًا، شهدت الأسواق العالمية مفاجأة غير متوقعة بتراجع أسعار الذهب خلال الأيام الماضية.
وفي تفسير لهذه الظاهرة، كشف الخبير الاقتصادي د. هاني جنينة عن ثلاثة أسباب رئيسية أدت إلى هذا الانخفاض، مؤكدًا أن العوامل الاقتصادية والمالية ما زالت تلعب دورًا أكثر تأثيرًا على تحركات الذهب من التوترات الجيوسياسية.
واوضح جنينة أن انخفاض أسعار الذهب عالميًا رغم اشتعال العمليات العسكرية في الشرق الأوسط يرجع إلى 3 أسباب رئيسية وهم :
1. تباطؤ الطلب من قبل المستهلكين الأفراد في الصين بعد ظهور بوادر إيجابية بشأن صفقة محتملة مع الولايات المتحدة، إلى جانب وصول أسعار الذهب لمستويات تاريخية دفعت المستهلكين إلى الإحجام عن الشراء.
2. تباطؤ وتيرة شراء البنك المركزي الصيني مقارنة بالأشهر الماضية، حيث اشترى 1.9 طن فقط في مايو 2025، مقابل 2.3 طن في أبريل، 2.3 طن في مارس، 2 طن في فبراير، 5 أطنان في يناير، و10 أطنان في ديسمبر 2024. وتمثل احتياطيات الذهب حاليًا حوالي 7% من إجمالي احتياطي المركزي الصيني.
3. استمرار تثبيت أسعار الفائدة في الولايات المتحدة الأمريكية، ما يعزز من جاذبية أدوات الدخل الثابت ويقلل من الإقبال على الذهب كملاذ آمن.
واشار ان الصين تتبادل المركزين الخامس والسادس مع روسيا من حيث حجم احتياطي الذهب لدى البنوك المركزية عالميًا، بحجم يقارب 2,300 طن.
ويشير محللون إلى أن الأسواق أصبحت أكثر حساسية للقرارات الاقتصادية الكبرى، خاصة السياسات النقدية الأمريكية، مقارنة بالتوترات الإقليمية، ما يعيد ترتيب خريطة العوامل المؤثرة في حركة الذهب عالميًا.