في عيده“الأب ليه متاكل حقه وحقه يا ناس مهضوم؟!”..طبيب نفسي يجيب لـ"نيوزرووم"

رغم أن الأب هو من يتحمّل النصيب الأكبر من الأعباء اليومية، ويبذل جهدًا مضاعفًا لتأمين احتياجات الأسرة، إلا أن صورته غالبًا ما تكون غائبة عن المشهد العاطفي داخل البيت، فهل بات دور الأب مهمشًا؟ ولماذا أصبح شكره استثناءً لا قاعدة؟

وكما تقول أغنية “مين حبيب بابا” التي كتبها الشاعر الكبير أيمن بهجت قمر في أحداث فيلم “عندليب الدقي”  الأب ليه متاكل حقه وحقه يا ناس مهضوم ؟ يوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، في تصريح لموقع "نيوز رووم"، أهمية الدور النفسي والعاطفي للأب داخل الأسرة، وتأثير غيابه – سواء الجسدي أو الذهني – على الأبناء، بمناسبة أن اليوم الموافق 21يونيو هو يوم “عيد الأب”.

الأب.. المظلّة اللي مش بتبان

يقول د. فرويز: "الناس كتير بتشوف إن الأم هي الحضن والدعم ودي حقيقة ، ولكن الأب هو المظلّة اللي بتحمي من غير ما حد ياخد باله، وجوده هو اللي بيخلق الأمان ويدّي للأولاد ثقة في نفسهم، غيابه – حتى لو كان حاضر بالجسد – بيخلّي الأطفال يعانوا من مطالب نفسية وسلوكية، وغالبًا ما بيظهر ده في سن المراهقة."

مش بس بيوفّر.. ده بيحب بطريقته

الطبيب النفسي يؤكد أن:  "الأب مش دايمًا بيعبر بالكلام، لكنه بيعبّر بالفعل ،بيشتغل بالساعات، يتعب ويجري، عشان يشتري لابنه جزمة أو لبنته حاجة نفسها فيها، مش بيقول ’بحبك‘، لكن بيترجمها عرق وتعب وتضحية."

وأضاف:  "الامراض السلوكية والنفسية والتشوهات النفسية الجنسية عند الأولاد، بتكون 70% منها نفسية وسلوكية، و90% جنسية، وده بيكون نتيجة لفراغ الأب سواء فعليًا أو ذهنيًا."

"ماما اللي جابت؟!".. طيب مين دفع؟

في تحليل د. فرويز، ينتقد النظرة المجتمعية السطحية لدور الأب، قائلًا:

 "الكل شايف إن الأم هي اللي بتجهز الأكل وبتحضن وبتسهر، بس مين اللي جاب الأكل أصلاً؟ مين اللي دفع؟ المجتمع مش دايمًا بينصف الأب، رغم إنه بيقوم بدور المموّل والمُدبّر."

كلمة تقدير.. بتكفي

ويختم د. جمال فرويز حديثه برسالة واضحة: "الأب مش طالب هدية في عيده، هو عايز يسمع كلمة تقدير، كلمة من ولاده، حتى لو بسيطة، ممكن ترد له تعبه كله، وجوده مش لازم يكون صاخب، لكنه أساسي، وغيابه بيسيب أثر نفسي كبير."

في عيد الأب، دعونا نتذكر أنه وراء كل "حاجة جت البيت"، في حد تعب واشتغل وسكت.
في زمن بيركّز على الظاهر، محتاجين نفتكر اللي في الكواليس.. الأب، اللي رغم كل التعب، بيكمل، عشان يشوف ولاده فرحانين.

شكرًا لكل أب .. وافتكروهم بهدية بسيطة وحضن وكلمة شكرًا