عاجل

"عاشوا سوياً ورحلوا معًا".. مصرع زوج وزوجته ورضيعهما أسفل عقار حدائق القبة

أحمد وزوجته
أحمد وزوجته

في لحظة واحدة، تحوّلت أحلام أسرة صغيرة إلى مأساة كبرى، حين لقي الشاب أحمد عيسى مصرعه، إلى جانب زوجته ورضيعهما، إثر انهيار مفاجئ لعقارين سكنيين في شارع الخليج المصري بمنطقة حدائق القبة، أمس الجمعة.

انهيار عقارين في شارع الخليج المصري بمنطقة حدائق القبة

لم تكن الساعة قد تجاوزت الثانية عشرة والنصف ظهرًا، حين دوّى صوت الانهيار، ليهتز الشارع الشعبي العتيق تحت وقع الفاجعة.

العقار رقم 22، حيث كانت تقيم أسرة أحمد في شقة صغيرة بالدور الثاني، انهار فجأة دون سابق إنذار، ليُحتجز الزوجان وطفلهما الرضيع تحت أكوام الخرسانة والتراب لساعات.

عاشوا سوياً ورحلوا معًا
 مصرع زوج وزوجته ورضيعهما أسفل عقار حدائق القبة

أحمد عيسى، الشاب في أواخر العشرينات، كان قد تزوج منذ عامين فقط، ورُزق بطفله الأول قبل عدة أشهر، والذي أصبح مصدر حياته وسعادته.

كان شابًا بسيطًا، يعمل بجد ليؤمّن حياة كريمة لأسرته الصغيرة، يخرج باكرًا للعمل، ويعود ليقضي وقته مع زوجته وطفله، محاطًا بدفء بيت متواضع وأحلام بسيطة.

أحمد احتضن زوجته ورضيعهما ورحلوا 

شهود العيان أكدوا أن أحمد كان في الشقة وقت الانهيار، يحتضن زوجته ورضيعهما عندما سقط السقف عليهم ، حاول الجيران الوصول إليهم، لكن الانهيار كان كاملاً، ومعقدًا، ما أعاق الوصول إليهم سريعًا.

لساعات، ظلت فرق الإنقاذ تحفر وتزيح الأنقاض على أمل أن يجدوا أحدًا منهم حيًا، لكن حين تم انتشالهم، كان الثلاثة قد فارقوا الحياة.

خرجوا من تحت الأنقاض متلاصقين، وكأنهم رفضوا الرحيل فرادى، وأصرّوا على أن تكون النهاية كما كانت البداية "معًا".

أقارب الضحايا أصيبوا بصدمة شديدة، فمشهد وداع عائلة كاملة لم يكن سهلاً، الشارع كله بكى أحمد وزوجته ورضيعه، الذين غادروا الحياة قبل أن تبدأ رحلتهم الحقيقية.

قصة مصرع أسرة كاملة في حادث انهيار عقار حدائق القبة 

 

بينما تسود حالة من الحزن في الحي، تُثار من جديد الأسئلة المؤلمة حول ملف العقارات الآيلة للسقوط، ومَن يتحمل دماء الأبرياء، وفي النهاية، لم تبقَ من أسرة أحمد عيسى إلا الذكرى، ووجع كبير لن ينساه من عرفهم، أو حتى من سمع قصتهم المأساوية.

تم نسخ الرابط