ثواب المرأة على الأعمال المنزلية في رمضان.. أجر عظيم يُدرك "ثواب المجاهدين"

أكدت دار الإفتاء المصرية أن المرأة تُثاب على الأعمال المنزلية، التي تقوم بها خلال شهر رمضان المبارك، بل يُضاعف لها الأجر نظرًا لما تبذله من جهد إضافي مع مشقة الصيام. 

جاء ذلك في فتوى رسمية صادرة عن فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد – مفتي الجمهورية – حيث أوضح أن المرأة إذا احتسبت عملها لله تعالى، فإنها تنال أجورًا عظيمة قد تصل إلى أجر المجاهدين في سبيل الله.

واستشهدت الفتوى بحديث ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النساء جئن إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشتكين أن الرجال نالوا فضل الجهاد، فقال لهن: "مهنة إحداكن في بيتها تدرك بها عمل المجاهدين في سبيل الله"، وهو حديث رواه أبو يعلى والبيهقي في "شعب الإيمان".

وأشار الدكتور نظير عياد إلى أن هذا الحديث رغم وجود ضعف في سنده، إلا أن العمل به جائز في فضائل الأعمال، كما أكد الإمام النووي في كتابه "الأذكار"، موضحًا أن خدمة المرأة في بيتها سواء من تحضير الطعام أو تنظيف المنزل أو رعاية الأسرة يُعد عملًا صالحًا تثاب عليه إذا احتسبته لله.

مضاعفة الثواب في رمضان

وأوضحت الفتوى أن الأعمال الصالحة في شهر رمضان تُضاعف أضعافًا كثيرة، استنادًا لما ذكره العلامة الرحيباني الحنبلي في كتابه "مطالب أولي النهى"، حيث قال: "تضاعف الحسنة والسيئة في الأماكن الفاضلة والأزمنة الفاضلة، كشهر رمضان والأشهر الحرم".

كما بيّنت دار الإفتاء أن المرأة التي تقوم بواجباتها المنزلية خلال الصيام، وتحتسب ذلك لوجه الله تعالى، لها أجر كبير يتضاعف مع مشقة الصيام وشرف الزمان، استنادًا إلى قوله تعالى:
《مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ》 [النحل: 97].

النية أساس الثواب

وأشارت الفتوى إلى أن الأعمال لا تُثاب إلا إذا اقترنت بالنية الصادقة، استنادًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أنفق المسلم نفقة على أهله، وهو يحتسبها، كانت له صدقة" (متفق عليه).

خلصت دار الإفتاء المصرية إلى أن المرأة تُثاب على الأعمال المنزلية التي تقوم بها في رمضان وفي غيره، ويُضاعف أجرها في الشهر الكريم بسبب شرف الزمان ومشقة الصيام، وينبغي لها أن تحتسب هذا العمل لوجه الله تعالى لتحصيل الثواب الكامل.