البرلمان البريطاني يصوّت لصالح تشريع "الموت بمساعدة طبية"

في مشهد يوصف بأنه أحد أهم التحولات الاجتماعية في تاريخ المملكة المتحدة الحديث، صوّت البرلمان البريطاني لصالح قانون يشرّع "الموت بمساعدة طبية" للأشخاص المصابين بأمراض عضال، التشريع، الذي أثار جدلاً واسعًا بين مؤيديه ومعارضيه، اعتُمد بأغلبية ضئيلة، ما يمهّد الطريق لتغيير جذري في نظرة المجتمع البريطاني للموت والكرامة والحرية الشخصية.
معركة تنتقل إلى اللوردات
القانون، المعروف باسم "قانون نهاية الحياة للبالغين المصابين بأمراض عضال"، تم تمريره بتصويت 314 مقابل 291 من أصوات البرلمان البريطاني، وهو فارق أقل من التصويت الأولي في نوفمبر الماضي (330 مقابل 275)، وبموجب القانون، يحق للبالغين في إنجلترا وويلز الذين يعانون من أمراض نهائية ولا يتبقى لهم سوى ستة أشهر أو أقل، أن يختاروا إنهاء حياتهم بمساعدة طبية، بشرط أن يكونوا بكامل أهليتهم العقلية.
القانون الآن ينتقل من البرلمان البريطاني إلى مجلس اللوردات لمزيد من الدراسة والمراجعة، لكن من غير المرجح أن يُرفض هناك، خاصة وأنه أُقر من قِبل مجلس العموم المنتخب.
دعم شعبي ومعارضة أخلاقية
أغلب استطلاعات الرأي تشير إلى أن الشارع البريطاني يدعم التشريع، لكن ذلك لم يمنع الجدل، المؤيدون يرون أنه يمنح الأشخاص فرصة للرحيل بكرامة، بعيدًا عن الألم والمعاناة غير الضرورية.
في المقابل، يخشى المعارضون من أن يؤدي القانون إلى ضغط نفسي على المرضى لدفعهم إلى الموت من أجل "تخفيف العبء" عن أسرهم أو الدولة.
القس الكاثوليكي جون هوارد، الذي قاد صلاة جماعية خارج البرلمان أثناء التصويت، قال: "إنه يوم مظلم للمملكة المتحدة، أخشى على الفئات الأضعف من أن يُجبروا على اتخاذ قرارات لا يريدونها."
من المحكمة إلى لجنة تقييم: تعديلات مثيرة للجدل
من أبرز التعديلات التي أثارت الجدل، التخلي عن شرط موافقة المحكمة واستبداله بلجنة مكونة من أخصائي اجتماعي، وقاضٍ كبير، وطبيب نفسي، بعض النواب رأوا أن هذا التعديل يقلل من قوة الضمانات القانونية، فيما أكدت النائبة كيم ليدبيتر، صاحبة مشروع القانون، أن: "القانون لا يزال من الأقوى عالميًا من حيث الضمانات، أنا واثقة أنه سيساعد من هم في أمسّ الحاجة إليه."
قصص مؤلمة خلف الأرقام
إيما براي، 42 عامًا، والتي تعاني من مرض التصلب الجانبي الضموري، حضرت التصويت وقالت: "هذا القانون سيوفر الراحة لكثيرين بعدي، كنت أخطط لأن أموت جوعًا الشهر المقبل، لأنه لم يكن لدي خيار آخر."