الرحلة المستحيلة.. نقل70 وحيد القرن من جنوب إفريقيا لرواندا .. تعرف عليها

في واحدة من أكبر عمليات "إعادة التوحش" في إفريقيا، تم نقل 70 من حيوانات وحيد القرن الأبيض الجنوبي من مزرعة تربية مثيرة للجدل في جنوب إفريقيا إلى متنزه أكاجيرا الوطني في رواندا، الرحلة الشاقة، التي قطعت أكثر من 3,400 كيلومتر عبر القارة، لم تكن مجرد نقل للحيوانات، بل كانت خطوة رمزية نحو الأمل، في وقت تعاني فيه هذه الأنواع من خطر الانقراض، وفقًا لتقرير سي إن إن.
عملية لوجستية تكاد تكون مستحيلة
نقل حيوانات تزن أكثر من 2,000 كيلوغرام ليس بالأمر السهل، لكنه حدث بالفعل عبر طائرات شحن ورافعات وشاحنات مجهزة، استغرقت العملية أكثر من عام ونصف من التخطيط والتنسيق، وانتهت أخيرًا بهبوط طائرة بوينغ 747 في كيغالي، حيث بدأت آخر مرحلة من الرحلة إلى "البيت الجديد".
وقد صرّح مارتن ريكيلتون، رئيس عمليات النقل في منظمة "أفريكان باركس"، أن هذه الخطوة كانت عالية المخاطر لكنها تسير بنجاح، مضيفًا: "جميع التقارير حتى الآن مطمئنة".

مزرعة مثيرة للجدل تتحول إلى قصة أمل
تعود أصول هذه الحيوانات إلى مزرعة تربية خاصة أسسها المطور العقاري جون هيوم في التسعينيات، حيث كان يؤمن بإمكانية إنقاذ الأنواع من خلال تقنين تجارة قرون وحيد القرن، رغم أن قرونه قُطعت دون إيذاء الحيوانات، فإن الفكرة لم تلقَ قبولًا عالميًا، ومع استمرار الحظر الدولي، اضطر هيوم إلى عرض مزرعته التي تضم 2,000 وحيد قرن للبيع عام 2023، لكنه لم يتلقَ أي عروض.
هنا، تدخلت منظمة "أفريكان باركس" واشترت المشروع بهدف إطلاق الحيوانات تدريجيًا في الحياة البرية خلال العقد القادم.

الأمن أولًا: حماية مشددة في رواندا
رغم أن إفريقيا كانت مسرحًا لعمليات صيد جائر مكثفة بين 2012 و2015، فإن دولًا مثل كينيا وزيمبابوي شهدت تحسنًا واضحًا. واليوم، يتركز الصيد الجائر في جنوب إفريقيا وناميبيا، حيث تم قتل أكثر من 420 وحيد قرن في 2024 فقط.
لكن أكاجيرا في رواندا تُعد استثناءً. فبفضل وحدات خاصة لمكافحة الصيد، انخفضت الحوادث إلى مستوى "قريب من الصفر"، مما يجعلها بيئة مثالية لإعادة دمج هذه الحيوانات.

قصة ولادة جديدة
الرهان ليس فقط على البقاء، بل على التكاثر أيضًا. فمنذ نقل 30 وحيد قرن إلى أكاجيرا عام 2021، وُلد 11 صغيرًا جديدًا، وهو مؤشر قوي على نجاح البيئة الجديدة. والآن، مع انضمام 70 فردًا آخر، يعلن ريكيلتون بفخر: "لدينا قطيع قابل للاستدامة وراثيًا".
ويختتم حديثه بالقول: "إن رؤية وحيد القرن يخرج من الصناديق إلى الحياة البرية لحظة لا تُنسى.. إنها قصة أمل في عالم يفتقر إلى الأخبار السعيدة."