بيل جيتس يحكي عن حزنه علي والده :"اقتربنا من هزيمة الزهايمر"

في مقال شخصي نُشر على مدونته الخاصة، تحدّث مؤسس مايكروسوفت، بيل جيتس، عن رحيل والده بعد معركة قاسية مع مرض الزهايمر، كاشفًا عن الأثر العميق الذي تركته هذه التجربة في نفسه، والدور الذي تلعبه اليوم في دعمه للبحوث الطبية. 

بيل جيتس، الذي يقود جهودًا عالمية عبر مؤسسته لمكافحة المرض، عبّر عن أمله الكبير في التقدّم العلمي الحاصل، والذي قد يغيّر مستقبل الملايين حول العالم.

وجع شخصي يتحوّل إلى أمل عالمي

استرجع بيل جيتس في تدوينته لحظات صعبة عاشها مع والده، بيل جيتس الأب، الذي توفي في عام 2020 عن عمر يناهز 94 عامًا، بعد معاناة طويلة مع الزهايمر.

 كتب بيل جيتس : "كان من المؤلم رؤية والدي، الرجل الذكي والمحب، يتلاشى تدريجيًا أمام أعيننا." هذه التجربة الشخصية دفعت الملياردير الأمريكي إلى جعل قضية الزهايمر على رأس أولوياته العلمية والخيرية.

فحوصات الدم: نقطة التحوّل في التشخيص

أعرب بيل جيتس عن حماسه الكبير لما وصفه بـ"أكبر اختراق في أبحاث الزهايمر" حتى الآن، وهو الفحص المبني على تحليل الدم، الذي يتيح الكشف المبكر عن تراكم لويحات الأميلويد في الدماغ، وهي أحد المؤشرات الرئيسية للمرض.

 وقد وافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) مؤخرًا على أول اختبار دم رسمي يُستخدم لتشخيص المرض لدى من هم فوق سن 55 عامًا.

وقال بيل جيتس : "نعلم الآن أن المرض يبدأ قبل 15 إلى 20 عامًا من ظهور الأعراض. تخيّلوا كم سيكون تأثير هذا التشخيص المبكر كبيرًا."

أدوية جديدة تبعث الأمل

سلّط بيل جيتس الضوء على دوائين جديدين حصلا على موافقة هيئة FDA وهما: Lecanemab (Leqembi) وDonanemab (Kisunla)، موضحًا أنهما يساهمان في إبطاء تطور المرض بشكل طفيف، لكنه يتوقع نتائج أكبر عند استخدامهما في المراحل المبكرة من التشخيص.

وأشار إلى أن هذه الاختبارات المبكرة ستُسرّع كذلك من وتيرة تسجيل المرضى في التجارب السريرية، ما يساهم في تطوير أدوية مستقبلية أكثر فعالية.

دعوة للتمويل وزيادة الدعم البحثي

في مقاله، لم ينسَ بيل جيتس أن يوجه دعوة صريحة لصناع القرار وممولي الأبحاث قائلًا: "هذه اللحظة تتطلب المزيد من الإنفاق على الأبحاث، لا تقليصها." وأكد أن التقدم المحقق مؤخرًا يمنح الأمل، لكنه لا يزال بحاجة إلى دعم حكومي ومجتمعي لضمان استمرار الزخم.

نحو عالم بلا زهايمر

اختتم بيل جيتس تدوينته بنبرة تفاؤل واضحة: "عندما كان والدي يُشخّص بمرض الزهايمر، كان ذلك بمثابة حكم بالإعدام، لكن هذا بدأ يتغير." وأضاف: "رغم التحديات الكثيرة التي يواجهها العالم، لا يمكنني إلا أن أشعر بالأمل ونحن نقترب من عالم لا يضطر فيه أحد إلى مشاهدة أحبائه يتألمون بسبب هذا المرض القاسي."