كواليس غضب وزير الثقافة في بنها.. أطفال غائبون وموظفون يجمّلون المشهد بأبنائهم

كشفت زيارة مفاجئة للدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، إلى محافظة القليوبية، عن حالة من التدهور في الأداء داخل قصر ثقافة الطفل ببنها، ما دفعه إلى التعبير عن استيائه الشديد، واتخاذ قرار فوري بإحالة مديرة القصر للتحقيق.
بدأت ملامح الغضب تتصاعد لدى الوزير بعدما فوجئ خلال الجولة بغياب الأطفال، في مقابل وجود عدد من الموظفين الذين اصطحبوا أبناءهم لمحاولة إيهامه بوجود أنشطة منتظمة داخل القصر. الوزير وصف المكان صراحةً بأنه تحول إلى "قصر الموظفين"، بعد أن غابت عنه أهدافه الثقافية الحقيقية.
الزيارة التي رافقه فيها المهندس أيمن عطية محافظ القليوبية، شملت أيضًا تفقد قصر ثقافة بنها، بحضور اللواء خالد اللبان رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ونائب رئيس الهيئة الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، وركزت على الوقوف على مستوى الخدمات المقدمة ومدى التزام العاملين بتنفيذ القرارات التنظيمية.
وخلال الجولة، اكتشف الوزير وجود موظفين من مديرية الثقافة داخل قصر ثقافة الطفل بشكل غير قانوني، رغم صدور قرار سابق من المحافظ بنقلهم إلى مقر بديل في مبنى المجلس المحلي، وهو القرار الذي لم يُنفذ. ووجه المحافظ اللوم للمسؤولين عن الثقافة بالقليوبية بسبب عدم التنسيق المسبق.
كما كشفت مصادر من داخل المديرية عن صدور قرار من رئيس إقليم القاهرة الكبرى بوقف الأنشطة داخل قصر ثقافة بنها، نظرًا لعدم استيفاء اشتراطات الحماية المدنية، مما دفع العاملين لنقل الأنشطة إلى مكتبة مصر العامة وجهات أخرى بديلة.
وأكد وزير الثقافة أن ضعف الأداء الإداري، وغياب الرؤية الثقافية، وعدم تفعيل الأنشطة الحقيقية، كانت من أبرز أسباب عزوف الأطفال وأسرهم عن التفاعل مع القصر، مطالبًا بإعداد خطة سريعة لإعادة تنظيم العمل، وتطوير الكوادر البشرية، وتحسين مستوى الخدمات.
وفي لفتة إيجابية، أشاد الوزير بعملين فنيين داخل القصر، وقرر ضمهما إلى مقتنيات متحف وزارة الثقافة.
كما تفقد الوزير ومحافظ القليوبية أعمال تطوير قصر ثقافة بنها، المقام على مساحة 2950 مترًا مربعًا، ويضم مسرحًا بسعة 600 مقعد، مكتبة عامة، قاعات تدريب، مرسمًا، معرضًا فنيًا، بالإضافة إلى منظومة حديثة للحماية المدنية.
وأكد الوزير في ختام جولته أن الوزارة تولي أهمية قصوى لتطوير البنية الثقافية بالمحافظات، مؤكدًا أن الثقافة حق أصيل وليست رفاهية، مشددًا على ضرورة سرعة الانتهاء من أعمال التطوير وتحويل القصر إلى منارة ثقافية وفكرية لأهالي القليوبية.