عاجل

التسامح في رمضان.. فرصة لا تعوّض لصفاء القلوب ونيل المغفرة

التسامح في رمضان
التسامح في رمضان

رمضان ليس مجرد صيام عن الطعام والشراب، بل هو أيضًا فرصة عظيمة لصيام القلوب عن الغضب والكره والزعل. في هذا الشهر الفضيل، يرفع المسلمون أيديهم كل ليلة بالدعاء: "يا رب سامحني واغفر لي"، لكن يبقى السؤال الأهم: هل سامحنا نحن من أخطأ في حقنا؟.

وقد أكدت وزارة الأوقاف المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن رمضان فرصة عظيمة للتسامح وصفاء النفوس، داعية الجميع إلى المسارعة في الصلح ونبذ الخلافات.

لماذا نحمل الزعل في قلوبنا؟

قد يكون السبب أن أحدهم أخطأ في حقك، ولكن أليس الجميع معرضًا للخطأ؟ كما أنك بحاجة إلى من يسامحك حين تخطئ. قد تنتظر اعتذارًا لم يأتِ، ولكن النبي ﷺ يقول:
"وخيرهما الذي يبدأ بالسلام"
أي أن الأفضل عند الله هو من يبادر بالصلح.

وإن كان الجرح عميقًا، فإن الله تعالى وعدك بأجر عظيم إذا عفوت، حيث قال: "فمن عفا وأصلح فأجره على الله"، وهذا يعني أن مكافأتك ليست عند البشر، بل عند الله عز وجل.

لا تؤجل التسامح.. فقد لا تأتي الفرصة مرة أخرى

كم من شخص قال: "سأتصالح لاحقًا"، ولكن فاجأه القدر ولم يجد الفرصة! وكم من إنسان تمنى لحظة صلح بعد فوات الأوان!

تخيّل نفسك في ليلة القدر تدعو من أعماق قلبك: "اللهم اغفر لي"، بينما في قلبك شحناء تجاه شخص آخر! هل يُعقل أن تطلب المغفرة وأنت غير قادر على مسامحة الآخرين؟

وقد حذّر النبي ﷺ من خطورة القطيعة، حيث قال:
"تُفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس، فيُغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا، إلا رجل بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا."
مما يعني أن مغفرة الله تتوقف على قدرتك على التسامح والصلح مع الآخرين.

كيف تخطو نحو التسامح؟

إذا أردت أن تنال المغفرة وتعيش بسلام داخلي، اتخذ خطوة إيجابية نحو التسامح. يمكنك البدء بأبسط الأمور:

إرسال رسالة ودّ.

إجراء اتصال هاتفي.

إلقاء ابتسامة صادقة.


لا تركّز على المشكلة التي أزعجتك، بل استذكر اللحظات الجميلة. وادعُ الله بهذا الدعاء:
"اللهم إني عفوت عن عبادك، فاعفُ عني."

التسامح.. راحة للقلب وأجر عظيم

عندما تسامح، ستشعر بسلام داخلي عجيب وكأنك ألقيت حملًا ثقيلًا عن كتفيك. فالتسامح ليس مجرد إحسان للآخرين، بل هو تحرير لقلبك وروحك من قيود الكراهية.

لا تدع رمضان يمر دون أن تُطهّر قلبك من الضغينة. اغتنم هذه الفرصة الذهبية، وسامح ليغفر الله لك، وصلّح القلوب ليُصلح الله حالك.

تم نسخ الرابط