دراسة.. الحرارة تهدد التعليم في إنجلترا.. هل مدارس المستقبل مستعدة للمناخ؟!

بسبب ارتفاع درجات الحرارة وخطر الفيضانات ،وفي ظل تسارع التغير المناخي، باتت المدارس في إنجلترا تواجه تحديات غير مسبوقة، لا تتعلق بالمناهج أو المعلمين، بل بالمناخ نفسه، دراسة جديدة نشرتها وزارة التعليم البريطانية دقّت ناقوس الخطر حول "أيام التعلم المفقودة" ، داعية إلى تحرك عاجل لجعل المدارس أكثر قدرة على الصمود أمام الأزمات البيئية القادمة.
12 يوم تعلم مفقود في السنة.. بسبب الطقس
تشير الدراسة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة، دون أن تصل إلى مستويات "الحر الشديد"، قد يؤدي إلى انخفاض القدرة على التركيز والتحصيل الدراسي لدى الطلاب، وهو ما يُترجم إلى فقدان فعلي لما يعادل 12 يومًا دراسيًا سنويًا بحلول عام 2050، إذا لم تُنفذ تدابير التكيّف المناخي.
وتلفت التقديرات إلى أن أكثر من 8 أيام من هذه الخسارة التعليمية قد تعود إلى عدم قدرة الفصول الدراسية على توفير بيئة مريحة للتعلم أثناء ارتفاع درجات الحرارة، ما لم يتم تحسين أنظمة التهوية وتعديل تصميم المباني التعليمية.
خطر الغرق: مدارس في مواجهة الفيضانات
الدراسة سلطت الضوء أيضًا على مخاطر الفيضانات، إذ أن 35% من المدارس الثانوية، و20% من المدارس الابتدائية، تقع في مناطق مهددة بفيضانات من الأنهار أو البحر أو مياه الأمطار. وتُعرف هذه المناطق بأنها ذات "مخاطر عالية" بمعدل فيضان يبلغ مرة كل 30 عامًا على الأقل.
وهذا التهديد لا يقتصر فقط على البنية التحتية، بل يمتد إلى تعطيل العملية التعليمية وتأثيره على سلامة الأطفال والعاملين في المدارس.

مطالبات عاجلة بإعادة بناء المدارس
من جهتهم، دعا قادة المدارس والنقابات التعليمية إلى تحرك فوري، وقال بول وايتمان، الأمين العام لاتحاد مديري المدارس: "لا يمكن للطفل أن يتعلم بتركيز وهو يشعر بحرارة خانقة أو برد قارس داخل مبنى غير معدّ لمواجهة الظواهر الجوية المتطرفة".
وأكد على ضرورة الاستثمار في البنية التحتية من خلال تهوية محسّنة، وعزل حراري جيد، وتركيب ألواح شمسية، وضمان أن تكون المباني مقاومة لتسرب المياه.
خطة حكومية طويلة الأمد
ورغم قسوة النتائج، أبدت الحكومة استعدادها للتحرك، حيث أكدت أن خطة البنية التحتية التعليمية التي تمتد لعشر سنوات وتبلغ قيمتها نحو 20 مليار جنيه إسترليني، تتضمن إعادة بناء أكثر من 750 مدرسة حتى عام 2035، بحيث تكون "مدارس المستقبل" قادرة على العمل بصفر انبعاثات كربونية، ومجهزة لمواجهة التغيرات المناخية.
مدارس أكثر خضرة وأكثر أمانًا
زار وزير التعليم المبكر ستيفن مورغان مدرسة "بايرون" الابتدائية في برادفورد، التي تُعد جزءًا من برنامج تجريبي للمدارس المقاومة للمناخ بقيمة 4.6 مليون جنيه، ويهدف البرنامج لاختبار حلول عملية للتكيف مع آثار المناخ في البيئة المدرسية، من بينها أنظمة تهوية حديثة، وتصميمات مستدامة للبناء.