حسام موافي يحذّر: أورام القولون قد تنتقل وراثيًا

حذّر الدكتور حسام موافي، أستاذ الحالات الحرجة بكلية طب قصر العيني، من خطورة تجاهل العامل الوراثي في بعض أنواع الأورام، مشيرًا إلى أن بعض هذه الأورام لا تأتي نتيجة نمط الحياة وحده، بل قد تنتقل من الآباء إلى الأبناء عبر الجينات الوراثية، ما يستدعي اهتمامًا خاصًا بالفحص الدوري للأشخاص المعرضين.
الوراثة وأثرها على الصحة
أوضح الدكتور موافي أن الجينات التي نحملها قد تكون محمّلة بإشارات تحذيرية، خاصة إذا كانت العائلة قد شهدت إصابات بأورام معينة. وركّز حديثه على أورام القولون والمستقيم، التي تُعد من أبرز الأورام المرتبطة بالعوامل الوراثية، مؤكدًا أنها قد تنتقل من جيل إلى آخر إذا وُجدت طفرات جينية معينة.
وأضاف: "ليست كل الأورام وراثية، ولكن هناك بعض الأنواع، مثل سرطان القولون، قد يكون لها طابع عائلي واضح، وهنا يكون الاكتشاف المبكر أمرًا بالغ الأهمية".
أورام القولون والمستقيم
تُعد أورام القولون والمستقيم من أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم، وقد لا تظهر لها أعراض في المراحل المبكرة، مما يجعلها خطيرة للغاية إذا لم تُكتشف مبكرًا. وبيّن موافي أن الشخص الذي لديه قريب من الدرجة الأولى أُصيب بهذا النوع من السرطان، مثل الأب أو الأم أو الأشقاء، تزداد لديه احتمالية الإصابة مقارنة بالشخص الذي لا يوجد لديه سجل عائلي مماثل.
وتشمل بعض الأعراض المتأخرة: تغيّرات في حركة الأمعاء، وجود دم في البراز، فقدان الوزن غير المبرر، والشعور المستمر بالتعب، لكنها قد لا تظهر في الوقت المناسب، لذا يُصبح الفحص المبكر ضرورة وليس ترفًا.
متى يجب القلق؟
أكد الدكتور حسام موافي على ضرورة أن يبدأ الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع هذا النوع من الأورام في إجراء فحوصات منتظمة بداية من سن الأربعين، أو قبل ذلك بخمس سنوات من عمر إصابة القريب، إذا كان قد أُصيب في سن مبكرة.
وتشمل أهم الفحوصات التي يُنصح بها:
- تحليل الدم الخفي في البراز: للكشف عن وجود نزيف غير مرئي.
- تنظير القولون: يُعد الأداة الأدق لاكتشاف أي تغيرات أو زوائد داخل القولون.
- التصوير بالأشعة أو الأشعة المقطعية: في حالات الاشتباه.
الوقاية تبدأ من نمط الحياة
رغم أن العامل الوراثي لا يمكن التحكم فيه، فإن الدكتور موافي شدّد على أن أسلوب الحياة الصحي يلعب دورًا كبيرًا في الوقاية من السرطان. وتشمل النصائح الوقائية:
- الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضراوات والفواكه.
- التقليل من اللحوم الحمراء والمصنعة.
- تجنّب التدخين والكحول.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الحفاظ على وزن صحي.
وأوضح أن هذه العادات لا تقلل فقط من خطر الإصابة بأورام القولون، بل تُسهم أيضًا في تحسين الصحة العامة وجودة الحياة.
رسالة توعوية للمجتمع
اختتم الدكتور موافي حديثه برسالة واضحة للجمهور، داعيًا إلى ضرورة التوعية بمفهوم "الاستعداد الوراثي"، وأن تجاهله قد يؤدي إلى تأخر التشخيص وارتفاع معدلات الخطورة. وقال: "نحن نرث من آبائنا الجينات، ولكننا نملك القدرة على حماية أنفسنا من خلال الوعي، والكشف المبكر، والالتزام بنمط حياة صحي".